التقيت خلال حج هذا العام أخا فرمان علي خان الذي بقي عمله البطولي والإنساني في أذهاننا، فقد استطاع إنقاذ 14 شخصا من موت محقق إثر سيول جدة الأولى، تاركا بقالته ومصدر رزقه وملبيا لنداء واستغاثة أناس جرفتهم السيول. التقيت بأخيه ضمن حجاج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام، واسمه محمد عزيز ويسكن مدينة جدة منذ ما يقارب 18 عاما. وقد تحدث معي عن أخيه الراحل وقال إنه كان مرحا ومحبا لمساعدة الآخرين ومتسامح. وقال إن «وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى فخر لنا في أسرة فرمان، ولجميع الباكستانيين ومحبي الخير في العالم». كان شديد الامتنان وهو يتحدث عن استضافة الملك عبد الله لوالديه وزوجته وشقيقه واثنتين من شقيقاته لأداء مناسك الحج هذا العام، وتمنى أن يصل أجرها لشقيقه فرمان الذي كان يمني نفسه بأداء المناسك. قصة فرمان وشجاعته وإقدامه وتضحياته ستظل حكاية تروى على مر العصور، وأنموذجا للشباب القوي الذي يمد يد العون للمحتاج بغض النظر عن لونه أو جنسه، وسيظل تكريمه وذيوع صيته حافزا لمن أراد أن يبقى حيا في ذاكرة الناس حتى بعد موته. علي موسى هوساوي مكة المكرمة