فرمان وافد باكستاني في ريعان شبابه قضى نحبه شهيداً إن شاء الله بعد أن صارع سيول مدينة جدة وأنقذ أربعة عشر نفساً من الموت وخارت قواه بعد ارتطامه بموجة قوية من ذلك السيل العرموم وكان في عداد الغرقى. رحمك الله يا فرمان شاه وأسبغ على أهلك وأولادك الصبر والسلوان. لست هنا في مقام شرح قصة هذا البطل الوافد فقد انصفته جريدة المدينة الصادرة بتاريخ 26/ 12/ 1430ه على لسان مندوبها "أنور السقاف" وكم كان رائعاً وصف سكان الكيلو 13 الذي داهمته السيول لشهامة فرمان وتضحيته وبذله لنفسه في سبيل احياء أنفس رآها وهي تصارع الموت أمام عينيه. ما فعله هذا الفتى الوافد جعلني أقف قليلاً وأنا أتخيل مشهده وهو يلف حول وسطه ذلك الحبل ويرمي بنفسه المرة تلو الأخرى لينقذ اخوة له من ابناء هذه البلاد وغير آبهٍ بجنس وبلاد أو مواطنة . ما فعله فرمان يؤكد ان هذه البلاد هي بلاد المحبة فقد ضحى من اجل اهلها ولعلنا ندرك بعد هذه الحادثة إننا كلما احترمنا وافداً شريفاً كسبنا أخاً ومحباً يؤلمه ما يؤلمنا ويسره مايسرنا. الأستاذ محمد أحمد الحساني كتب في عموده اليومي بجريدة عكاظ مقالة عن "فرمان" مطالباً بتكريمه وكثير من سكان حي الكيلو "13" يأملون بتكريم هذا الوافد الشهم وأضم صوتي مع الاستاذ الحساني والإخوة في الكيلو "13" راجياً من المسؤولين في دولتنا الحبيبة وهي بلاشك لن تنسى مواقف فرمان بمنحه وسام الشرف وأن يكون لأمانة جدة موقفاً عندما تطلق اسمه على ذلك الشارع الذي ضحى بنفسه فيه من أجل غيره. فرمان لديه ثلاث بنات زبيدة سبع سنوات ومديحة ست سنوات وجويرية ثلاث سنوات وزجته وكلهم يقطنون بوادي سوات بباكستان فهل يكون لهم من الذين أنقذهم فرمان نصيب أمل ذلك كما آمل أن يصرف لأسرته مكافأة عن طريق سفارتنا بباكستان يقيهم والضياع بعد والدهم الذي أتى إلى المملكة يتكسب بعمله الشريف بائعاً في بقالة ليسد حاجة أسرته وهذا أقل ما يكافأ به من ضحى بحياته من أجل الآخرين. فرمان ذهب إلى ربه وبقي من كان معه يؤازره وهو بلاشك لايقل عن شهامة فرمان إنه ذلك الشاب المصري بهاء الدين عبد الحكيم أبو غزالة الذي وقف مع فرمان رغم عنفوان تلك السيول الجارفة وجرأته في مصارعتها من أجل احياء تلك النفوس .. الامل المعقود على ولاة أمرنا تكريم فرمان ومن وقف معه أخيه في الاسلام بهاء الدين أبو غزالة فقد كان فعلهم شهامة ونصرة لإخوتهم في محنتهم ولم يكن شهرة يسعون من خلالها لجائزة.