لم يكن أمام طالبات ومعلمات مدارس براعم الوطن في حي الصفا شمالي جدة أمس مفر للهروب من النيران المشتعلة، سوى الذهاب إلى القبو الذي انطلقت منه شرارة الحريق الأولى، أو القفز من الأدوار العلوية. ورغم أنهن حاولن بقدر المستطاع قبل التفكير في الهروب في إخماد الحريق في صورة تجسد شجاعتهن، إلا أن الإمكانات المتاحة كانت بحسب وصفهن «بسيطة»، وكانت رقعة النيران تمتد بطريقة تدعو المحاصرات في المكان للتفكير في الهروب أولا. وقالت ل«عكاظ» معلمات من مدرسة براعم الوطن فضلن عدم الإفصاح عن هوياتهن، إن المدرسة لا تتوافر على إلا على مدخل طوارئ واحد، إذ اتضح أن المدخل الرئيس للطوارئ كان معطلا وقت الحادثة. وأوضحت المعلمات أنهن في البداية حاولن تلافي الحريق ومحاصرته بالإمكانيات البسيطة الموجودة، مضيفات «لكن الحريق كان أسرع، مما تسبب في هلع الطالبات والمعلمات ومحاصرة الدخان للمكان، والاختناقات التي حصلت أجبرتنا على الهروب إلى الأدوار العلوية التي سرعان ما وصلت الأدخنة إليها، مما دفعنا إلى القفز». وأشارت المعلمات إلى أن الطالبات في مختلف المراحل أصبن على الفور بهلع كبير «مما أفقدنا السيطرة مباشرة على الموقف، كما أن مداخل المدرسة ومخارجها لم تكن بالشكل المطلوب للهروب». وأفادت المعلمات بأنهن تلقين خبر وفاة معلمة اللغة العربية غدير كتوعة ومعلمة الدين ريم النهاري داخل المستشفى كالصاعقة، حيث أبلغوهن مباشرة أمام الحضور «فلم نستطع تمالك أنفسنا فبكينا عليهما، ولم نكن نتوقع أن يكون الحريق بهذا الحجم وبهذه المأساة». وتحدثت المعلمات عن محاولة عدد من المتطوعين إسعاف عدد من الطالبات إلى المنازل القريبة بواسطة سيارات خاصة، أو إلى المستشفيات.