تخوض الإعلامية السعودية سميرة مدني غمار تجربة جديدة في عالم الإعلام عبر بوابة برنامج « كلام نواعم» الذي يبث أسبوعيا على قناة أم بي سي . وجاء رحيل الإعلامية اللبنانية رانيا برغوث عن البرنامج بسبب تقديمها لبرنامج آخر على نفس القناة فرصة لأن ترسخ سميرة أقدامها على الشاشة الأكثر مشاهدة في الوطن العربي. وتأتي سميرة إلى ام بي سي بعد نجاحها عبر أكثر من سنتين في تقديم برنامج صباح السعودية على القناة الأولى والتي أثارت عبره كثيرا من القضايا الحساسة والشائكة بصحبة زميلها محمد الرديني. سميرة في حديثها ل«عكاظ» عبرت عن سعادتها بانضمامها إلى قناة العرب الأولى التي تحظى بمتابعة جماهيرية كبيرة، مشيرة إلى أنها قدمت خلال الحلقات التي شاركت بها عددا من التقارير الإعلامية المميزة التي تبين إصرارها على منافسة زميلاتها نجومية البرنامج. سميرة لم تفصح عن تفاصيل العقد الذي بموجبة انتقلت من التلفزيون السعودي إلى قناة mbc، مؤكدة أن انتقالها لم يكن بغرض هدف مادي؛ بقدر ماهو بحثا عن فرصة أفضل، واستدركت سميرة قائلة «هذا ليس إقلالا من شأن التلفزيون السعودي الذي بدوره يحظى بأهمية ومتابعة كبيرة وعرفني بالجمهور السعودي والخليجي . وأبدت سميرة امتنانها لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيى الدين خوجة على مايقدمه من دعم لجميع منسوبي التلفزيون السعودي وليس فقط لسميرة مدني، متمنية لبقية زملائها التوفيق. وحول الصعوبات التي ربما تواجهها في التناغم مع بقية مقدمات برنامج كلام نواعم بينت أنها لم تشعر بهذا الأمر، وقدمت شكرها للإعلامية المصرية فوزية سلامة وبقية زميلاتها على الدعم والتعاون اللذين وجدتهما. سميرة مدني التي اتجهت لتنشط في المجال الإعلامي الذي وجدت نفسها فيه، تؤكد أن الإعلام لم يكن بالنسبة لها حلم الطفولة ولكنه قدرها، حيث صاحبه كلمات تلقتها من خادم الحرمين الشريفين على خلفية مقال كتبته تعبيرا عن حب الوطن تزامنا مع اليوم الوطني السعودي قبل عدة أعوام. وعن محطاتها الإعلامية أبانت سميرة أن أول محطة كانت مع قناة جدة الفضائية كمعدة لبرامج اجتماعية، مرورا بقناة الغالية وانتهاء بالتلفزيون السعودي، مؤكدة أن وجودها في الإعلام المرئي هو المترجم السريع والطريق المساند لإيصال الكلمة الحقيقية ومن ثم تحقيق ما تصبو إليه. سميرة أفصحت عن تجربة خاضتها في مجال الإعلام المكتوب قبل المرئي وذلك من خلال صحيفة الاقتصادية حيث عملت كمتعاونة وبعدها تم ترشيحها كمتفرغة لإدارة القسم النسائي. وتحاول سميرة التوفيق بين عملها في مجال التجارة والإعلام بشكل متواز، وترى أن العمل في المجالين معادلة تكمل الأخرى قائلة «في مجال التجارة مساهمتى كإمرأة سعودية ومشاركتي في بناء اقتصاد الوطن في ظل مساندة خادم الحرمين الشريفين بتوجيهاته لسيدات الأعمال، أما في المجال الإعلامي فهو لا يختلف أيضا عن المساهمة في البناء وأقصد هنا البناء الإنساني بكل مجالاته لنستنتج في النهاية أن هناك توازنا مجتمعيا اقتصاديا وإنسانيا واجتماعيا يتكاتف لمواكبة التطور الذي تشهده البلاد، وتنعم به استراتيجية الإصلاح الاقتصادي». لكنها ترى أن الفرق بين العملين هو الحياد ففي التجارة ينحاز الإنسان نحو مصلحته بينما يطالب في الإعلام بأن يكون على الحياد . وعن طموح سميرة مدني تقول «طموحي تخطي الطموح نفسه، بل تخطي حتى الأهداف الشخصية وتحول من طموح إلى رسالة ومسؤولية تجاه المجتمع، فأنا الآن بصدد إنهاء دراسة لمشروع اجتماعي تعليمي، والذي أسعى من خلاله لتطبيق هذا المشروع، وأن تكون لي بصمتى فيه. وغيرها من المشاريع التنموية التي تعود بالفائدة على المجتمع وذلك من خلال الأبحاث التي أجريها في المواضيع الاجتماعية، وعلى ما أعتقد أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى الكثير من الوقت لنراه على أرض الواقع لذلك أرى أنني مازلت في الدرجات الأولى من صعود السلم». وأرجعت سميرة سبب هجرة الإعلاميات السعوديات للعمل في محطات خاصة البحث عن مؤسسة إعلامية قوية تحتضن وتقدر الإعلام والعمل الإعلامي، وتعطي حق الإعلامي بشكل كامل لأنها تعي مدى أهميته وأنه الصورة العاكسة للقناة التي يعمل فيها. مدني تعترف بأن الإعلام المحلي لم ينصف المرأة السعودية، مشيرة إلى أن المرأة بصدد حراك إعلامي واجتماعي واقتصادي للخوض في هذا المجال بطريقة احترافية وجهود فردية، وتؤكد سميرة أن المذيعة السعودية اليوم أثبتت نفسها ونجحت في الفضائيات مع مرتبة امتياز .