أمام عمائر الحجاج السكنية والطرقات في المنطقة المركزية في مكةالمكرمة ، يتجسد المثل الدارج «حج وبيع سبح» على حال البعض من الحجاج الذين قدموا لأداء فريضة الحج، إذ يحرصون على استغلال الحج لنقل تجارتهم إلى قلب المشاعر المقدسة وبيعها على الحجاج. ويهدف الحجاج من خلال ذلك إلى إيجاد مصدر تمويلي لحجهم أو تعويض ما دفعوه من تكلفة قد تشكل لبعضهم تحويشة العمر التي جمعها طوال حياته، فبعد انتهاء مناسك الحج تفرغ البعض من الحجاج للتجارة والتكسب. وعلى هرم «الحجاج التجار» يتربع حجاج جنوب شرق آسيا حيث يحرصون بعد انقضاء مناسك الحج على بيع بعض المستلزمات بينما حمل حجاج آخرون معهم مختلف أنواع الأعشاب والسجاجيد والمصاحف والخواتم بأنواعها الزمردية والعقيق والكوافي خاصة الباكستانية والإندونيسية، إضافة إلى الملابس الداخلية والاكسسوارات الخفيفة مثل الخواتم والسلاسل، كما اشتملت هذه المعروضات كذلك على الحنا والدوش إضافة إلى الأدوات المكتبية والنظارات الشمسية. وعلى مقربة من بهاء الدين، تبيع شابتان من الجالية الأفريقية اكسسوارات نسائية خفيفة، وتقول إحداهن ردا على سؤال جئنا من مدينة جدة لبيعها خلال موسم الحج لأنه فرصة ذهبية بالنسبة إلينا. وتضيف الفتاة وهي في منتصف العشرينيات تقريبا أنا وشقيقتي جئنا إلى هنا وقررنا الاستفادة من بيع بعض متطلبات الحجاج وتأمين بعض الهدايا لأننا ندرك تماما أن الهدية من مكة لها طعم خاص إنها تذكرك بأطهر بقعة على وجه الأرض ويتبارك بها الأبناء لهذا نقوم ببيع الألعاب والهدايا.