تعد مهنة التجارة أساسية عند بعض المقيمين في العاصمة المقدسة وحجاج بيت الله الحرام الذين قضوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة، حيث تحول هؤلاء الحجاج خلال ايام التشريق الثلاثة وخاصة عند مسجد الخيف وقرب الأماكن التي تكتظ بالحجاج الى تجار. وقد تنوعت هذه البضائع حيث اشتملت على الكثير من الانواع كالسجاجيد والمصاحف والخواتم بأنواعها الزمردية والعقيق والكوافي خاصة الباكستانية، بالاضافة الى الملابس والاكسسوارات الخفيفة مثل الخواتم والسلاسل، كما اشتملت هذه المعروضات كذلك على الحنا والدوش، اضافة الى الادوات المكتبية والنظارات الشمسية. (الندوة) عبر تواجدها في مشعر منى رصدت العديد من الصور لهذه المعروضات واصحاب المباسط الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها مترين حيث ان التجارة في موسم الحج لها مذاق خاص على حد قول بعض التجار لاسيما وانها تشكل لهم دخلاً رئيسياً، ففي هذا الموسم يجني صاحب البضاعة مبلغاً جيداً من المال. وأوضح البائع المقيم اشرف كولي الذي يبيع الخواتم العقيقية ان هذه البضاعة من النوع الجيد وتتراوح الأسعار للخاتم الواحد من خمسة إلى عشرة ريالات، حيث يشهد هذا المبسط المتواضع خلال العشر دقائق فقط وقوف ما يقارب من عشرين زبوناً يفاوضونه على قيمة الخواتم ويطلبون منه التخفيض، فيما ولى البعض من التجار (المخالفين) مطلقين ارجلهم للريح خوفاً، حيث اعتقدوا اننا من لجان المتابعة وعندما رأونا نصور اقتربوا أكثر وبدأ الفرح يبدو على محياهم وفرحوا برجوع البضاعة لهم عندما تركوها وولوا هاربين. التسوق لم يقف على الحجاج فقط، بل شمل معظم المتواجدين على هذا المشعر حتى الزملاء في الاعلام والافراد المشاركين بالحج فالبعض منهم سأل عن هذه المعروضات وخاصة الروسية التي ازدهر بها مشعر منى وقيمتها، اضافة الى ان التجار تعددت جنسياتهم فجميعهم من الجاليات المقيمة في هذا البلد. انتشرت هذه المباسط على أطراف طريق المشاة بخط مواز وكل بائع أو صاحب (بسطة) يحاول جلب زبائنه له بطريقته الخاصة التي تدعو للتخفيضات والمناداة للحجاج وعادة يبدأ التسوق في هذه الأماكن بعد صلاة العصر ويمتد حتى ساعة متأخرة من الليل، وفي اليوم التالي يبدأ اصحاب هذه المباسط بالتسابق لفرش أغراضهم مرجعين ذلك الى أهمية المواقع فلهم في كل طريق مكان مخصص لا يتجرأ أحد آخر على الدخول فيه ورغم كل ذلك الا ان بعضهم ينام بالقرب من هذه الاماكن مسبباً الافتراش لهذه الطرقات وعرقلة حركة السير.. فبيع وتجارة وحج وكذلك افتراش خلال موسم حج هذا العام فرغم ذلك الا ان الخدمات تقدم على أكمل وجه لحجاج بيت الله الحرام التي وفرتها لهم حكومة المملكة ومكنتهم من اداء فريضتهم بكل يسر وسهولة ووسط اجواء روحانية مفعمة بالخشوع والطمأنينة.