أعلنت مؤسسة البريد السعودي عن افتتاح مكتب خاص بالطرود البريدية في مطار الملك عبدالعزيز صالة الحجاج اعتبارا من الثامن من نوفمبر الجاري الموافق للثاني عشر من ذي الحجة في أعقاب انتهاء موسم حج العام الجاري، وبدء رحلات مغادرة الحجاج الأراضي السعودية. وقال المدير العام لبريد منطقة مكةالمكرمة المهندس سمير محمد نحاس إن المؤسسة تؤمن بضرورة تكامل الأعمال بين أجهزة الدولة من أجل تسهيل رحلة مغادرة الأراضي السعودية لحجاج بيت الله الحرام في أعقاب أدائهم مناسك الحج بانطباعات إيجابية تعزز نجاح موسمي الحج والعمرة وتنعكس على سمعة وطن ظل وسيظل يفخر بخدمة ضيوف الرحمن. وبين أن مكتب بريد صالة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز مخصص للطرود البريدية فقط بهدف المساهمة في نقل وشحن الأوزان الإضافية الخاصة بحجاج بيت الله الحرام، والتي تتعامل معها شركات النقل الجوي بمعايير منظمة اتحاد النقل الجوي الدولي الأياتا، والتي تحدد أسعار أوزانها عن الكيلوجرام الواحد بما يعادل 55 ريالا في الحد الأدنى، وتلك بلا شك مبالغ قد ترهق كاهل بعض الحجاج؛ فإذا افترضنا أن الحاج اشترى هدايا تزيد أوزانها على 20 كيلو جراما فإنه سيدفع ما يزيد على الألف ريال سعودي مقابل اصطحاب تلك الهدايا معه، وهو ربما انفق ما معه خلال فترة وجوده في المناطق المقدسة، الأمر الذي ساهم ويساهم في تأخير الرحلات عن مواعيدها المحددة، نتيجة فرض شركات النقل الجوي معاييرها وجزء كبير منها يخضع لرؤية الأمن والسلامة والأوزان المسموح بها وغيرها، وعدم قدرة الحاج أو المعتمر دفع المبالغ المترتبة على وجود الأوزان الزائدة بحوزته. مضيفا، أن مؤسسة البريد السعودي طبقت خلال العامين الأخيرين تجارب ميدانية مختلفة على خدمة طرود الحجاج، واستطعنا ولله الحمد من نقل وشحن ما يزيد على 250 طنا عن طريق مكاتب البريد أو الالتقاط من مقار السكن في العاصمة المقدسة والمدينة المنورة، وبالتالي عمدنا إلى توسيع دائرة الخدمة بشكل مباشر عن طريق تجربة مكتب الطرود البريدية في صالة الحجاج من أجل إتاحة الفرصة أمام الحجاج لشحن مشترياتهم من البقاع الطاهرة عن طريق البريد بأسعار اقتصادية تنافسية. يذكر أن البريد الممتاز أبرم عددا من الاتفاقيات الثنائية الخاصة مع الجاليات الأكثر عددا في المملكة ويأتي في مقدمتها جمهورية مصر العربية نايل إكسبريس إضافة إلى سودان إكسبريس مع جمهورية السودان، والهند وغيرها. وأكد المهندس نحاس أن البريد السعودي بموجب الاتفاقيات المبرمة مع شركات الشحن والبرد المماثلة في العالم يستطيع تأمين نقل الشحنات أو الهدايا إلى مختلف دول العالم وبأسعار تنافسية واقتصادية خلال فترة زمنية لا تتجاوز عشرة أيام، بشرط ألا يزيد وزن الطرد عن 30 كيلو جراما، والأسعار تختلف بحسب وجهة الطرد أو الدولة المرسل إليها، وهي على سبيل المثال تصل إلى 150 ريالا لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بمعنى أن الكيلو جرام الواحد في حدود خمسة ريالات أو تزيد قليلا، مشيرا إلى أن الأسعار المبينة عرضة لمتغيرات اقتصاديات السوق حسب ما ذهب إليه المهندس نحاس الذي قال إن التجربة سيعاد تقويمها بعد موسم حج العام الجاري من أجل الاستفادة منها بصورة أكبر في المواسم المقبلة للحج والعمرة. وبين المدير العام لبريد منطقة مكةالمكرمة أن البنية الأساسية لمشروع الطرود اكتملت لجهة المهنية والتقنية والرحلات المجدولة من مكةالمكرمة على سبيل المثال وهي مختلفة في مطار الملك عبدالعزيز لجهة التطبيق، في الوقت الذي تظل اقتصاديات الطرود في مراحل الدرس الأولى وتحتاج إلى مزيد من التفاعل حتى تصبح عوائدها جيدة، مستبعدا أن تحقق أرباحا في القوائم المالية لمؤسسة البريد خلال الفترة المقبلة إلى حين استكمال مراحل التجارب والقبول من المستفيدين، مستشهدا باتفاقية البنك الإسلامي مع البريد باعتبار الأخير وكيل مبيعات للبنك وحقق العام الجاري معدلات تقديرية تزيد على 30 في المئة قياسا إلى مبيعات العام الماضي.