يبدأ حجاج بيت الله الحرام خلال الأيام والأسابيع المقبلة رحلة مغادرة الأراضي المقدسة، خفافًا من الذنوب، ثقالًا بهدايا اشتروها للأهل والأصدقاء، كتذكار تخلد في نفوسهم تفاصيل الرحلة إلى المشاعر المقدسة. وكشفت إحصاءات رسمية أصدرتها مؤسسة البريد السعودي عن حجم الإقبال الكبير من الحجاج على شراء الهدايا واقتناء التذكارات المشتراة من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال الفترة المنقضية قبل موسم الحج، وكشف مدير عام العمليات البريدية في مؤسسة البريد السعودي المهندس ماجد بن عنزان، عن تسجيل زيادة في كميات الطرود المرسلة بريديًا من حجاج بيت الله الحرام إلى بلدانهم خلال الفترة من 15 ذي القعدة الماضي وحتى السابع من ذي الحجة، حيث تجاوز عدد الطرود المرسلة من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة خلال هذه الفترة 20 ألف طرد. وأوضح المهندس بن عنزان في تصريح خاص ل «المدينة»، أن نسبة الزيادة في كميات الطرود المرسلة تقدر ب 30 في المائة مقارنة بالطرود المرسلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتوقع أن ترتفع نسبة الزيادة إلى نحو 100 في المائة خلال الفترة المقبلة، مع إقبال الحجاج على إرسال مشترياتهم من الهدايا وغيرها من المستلزمات المشتراة من السوق السعودي إلى ذويهم في بلدانهم. ولفت المهندس بن عنزان إلى أن أغلب المواد المرسلة هي هدايا ترتبط بمكةالمكرمةوالمدينةالمنورة عمومًا ورحلة الحج خصوصًا، إلى جانب مشتريات قد لا تتوافر في أسواق بلدانهم، أو أن أسعارها في السوق السعودية أقل من أسعارها في تلك البلدان، مشيرًا إلى أن أغلب الطرود تراوحت بين 15 و30 كيلو جراما. وأشار مدير عام العمليات البريدية إلى أن المؤسسة ركزت في عمليات إرسال الطرود الخاصة بالحجاج هذا العام على خمس دول في هذا العام، هي: مصر والمغرب وفرنسا وألمانيا ونيجيريا، نظرًا للإقبال الكبير من حجاج هذه البلدان على إرسال الطرود عبر السعودي، لافتًا إلى الإقبال الكثيف الملحوظ من الحجاج النيجيريين في الموسم الحالي، منبهًا إلى أن التركيز على هذه الدول لا يعني إهمال غيرها من الدول، حيث تستقبل المؤسسة وتنقل طرود الحجاج إلى عدد كبير من دول العالم. ولفت المهندس بن عنزان إلى استفادة الحجاج من مزايا عدة تتيحها لهم خدمات ترحيل الطرود عبر مؤسسة البريد السعودي، في مقدمتها سرعة النقل، حيث تلقت المؤسسة تنويهات من عدد كبير من الحجاج عن تلقيهم اتصالات من ذويهم تؤكد استلام الطرود المرسلة خلال مدة زمنية وجيزة لم تتجاوز في كثير من الحالات يومين فقط منذ لحظة تسليمها في مكاتب البريد السعودي، ما زاد ثقة الحجاج في وصول الطرود إلى ذويهم. وأضاف: «إن هذه الخدمة تساعد في إراحة الحجاج، بإزاحة عبء نقل كميات كبيرة من الهدايا والمقتنيات المشتراة من المملكة إلى بلدانهم، والتفرغ للعبادة بدون قلق أو هواجس حول نقل هذه المشتريات، خلافًا لأسعار الشحن التشجيعية، والتخفيف عن شركات الطيران في شحنها مع العفش الشخصي للركاب، خلافًا لتنشيط الحركة التجارية في مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة». ونوه مدير عام العمليات البريدية إلى أن البريد السعودي حرص على تهيئة التجهيزات الضرورية لإنجاح خدماتها المقدمة لضيوف الرحمن، حيث خصصت خطوط نقل بريدية من العاصمة المقدسة إلى محافظة جدة وإلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، لضمان سرعة نقل وترحيل طرود الحجاج أولًا بأول.وزاد: «وحدت المؤسسة أيضًا أسلوب العمل في مراكز المعالجة في منطقتي مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لضمان انسيابية العمل وترحيل الطرود في وقت وجيز، خلافًا للحلول التقنية التي اتخذتها في مكاتبها لتسهيل وتقليص المدة الزمنية لإنهاء إجراءات استقبال الطرود من الحجاج».