أمل امرأة في الثلاثين أصيبت بالفشل الكلوي، فبدأت بالغسيل وبعد أشهر ستة زرعت لها كلية من متوفى دماغيا، ونجحت العملية نجاحا تاما وعادت البسمة إلى أمل وشعرت بكامل صحتها ونشاطها. جاءت إلى العياده تقول : «إن زوجها تزوج عليها امرأة أخرى»، فقلت لها: «لا اعتراض على ذلك فهذا من حقه قالت: «نعم، ولكن الذي يغيظني أنه يأتي كل يومين يجلس بجانب الهاتف ويرد على المكالمات التي تردني من أهلي وأصدقائي ليشعرهم أنه يزورني ثم يخرج بعد ذلك وهو لم يخلع حذائه». لا أدري هل أعلق على العدالة الزوجية أم على اعتبار الزوج أن زوجته مريضة صاحبة عاهة، لم تعد تصلح لشيء... لقد عادت لها صحتها بالزراعة وذهبت السموم التي كانت تشعرها بالتعب والإعياء وفقدان الشهيه، لقد عادت امرأة بكامل نشاطها، تستطيع القيام بأعباء البيت والزوج والحمل أيضا، كما تستطيع الإنجاب مع مراعاة الأدوية، فالأدوية التي تأخذها تنقص من مناعتها قليلا ولكنها تستطيع العيش بشكل طبيعي والعمل إذا كانت موظفة مع مراعاة ابتعادها عن الأشخاص المصابين بالرشح والالتهابات، وأفضل طريقة لمعاملة أختنا أمل أن لانعاملها كمريضة وننسى أنها زرعت كلية، ونجعلها تشعر أنها كالآخرين لا تنقص عنهم شيئا، وهكذا يتحقق شعورها بالشفاء تماما. في محطة أخرى، شاب في السادسة والعشرين، أجريت له زراعة كلية، لم يغسل أبدا، وقد كان نحيف القامة قليلا، يمارس الرياضة وشهيته للطعام أقل من الطبيعي.... بعد الزراعة شعر بشهية غير عادية بسبب الأدوية وبسبب عودة السموم إلى معاييرها الطبيعية، زاد وزنه إلى الحد المعتدل وشعر بأنه إنسان جديد، كان قد تخرج من الجامعة لتوه وبدأ العمل، وبدأ البحث عن عروس، تقدم إلى عدد من الفتيات وكان رفض الأهل قاطعا، لأنه زرع كلية، ولم يسألوا طبيبا إن كانت حالته تؤثر على ذكورته أو على إنجابه، يريدونه كاملا بدون عيوب وبدون جروح.... بدون سوابق مرضية!!. أصيب هذا الشاب بإحباط شديد وقرر عدم الزواج، أنا لاألوم الأهل كثيرا، فكلنا يريد لابنته الشاب الوسيم الناجح، ولكن هل فكر أحدنا لو كان هو صاحب المشكلة، فماذا سيكون موقفه؟ .... هل سألنا أهل الاختصاص إن كانت العملية تجعل حياة هذا الشاب غير مقبولة؟ وهل يضمن الأب أن زاوج ابنته لشاب صحيح معافى أن تبقى العافية عليه إلى الأبد، كلنا يأخذ قراره دون روية دون سؤال لأهل الاختصاص، فالبعض يأتي إلى الطبيب ويقول: قيل لي كذا وكذا، فيرد الطبيب: ما قيمة أقوال هؤلاء إذا لم يكن لها أساس علمي أو طبي يثبتها بدلا من الأقوال. نصيحتي أن نفكر بشكل علمي، أن نسأل الأعلم، أن نكون واقعيين ونزن الأمور بموازينها ونحسب المصلحة والمضرة في كل أمر فإذا غلبت المصلحة فلنقبل شيئا من المخاطرة المحتملة كسبا لمصلحة محققة، فليس هناك من شيء كله خير أوكله شر. إذا كنت في كل الأمور معاتبا صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه فعش واحدا أوصل أخاك فإنه مقارف ذنب مرة ومجانبه قسم جراحة الكلى