تسابق مئات الحجاج نهار أمس للظفر بكميات من مياه زمزم من نقاط التعبئة في محيط الحرم النبوي، واصطفوا بكثافة بعد فراغهم من أداء صلاة الظهر في الحرم، حيث يحرص معظم الزوار والحجاج على اصطحاب كمية من عبوات زمزم إلى ديارهم قبل مغادرتهم المدينةالمنورة. يذكر أن مياه زمزم يتم تصديرها إلى المدينةالمنورة يوميا بواسطة صهاريج معبأة قادمة من محطة التعبئة المركزية في مكةالمكرمة، وتنقل بعد فحصها إلى خزانات زمزم في المسجد النبوي بمعدل 120 طنا يوميا في الأيام العادية تزيد خلال المواسم لتصل إلى 250 طنا، بما يعادل 20 صهريجا تفد تباعا عبر طريق الهجرة السريع، وللصهاريج الناقلة مواصفات خاصة تشدد وكالة شؤون المسجد النبوي على تطبيقها، في مقدمتها نظافة الصهريج من الداخل والخارج، والحرص على أخذ عينات من الماء المنقول قبل عملية النقل من العاصمة المقدسة، ولحظة الوصول إلى العاصمة الأولى للإسلام، وتحظى الكميات المنقولة من مياه زمزم بمواصفات خاصة تهدف إلى حماية المياه من أي مؤثرات وملوثات، إضافة إلى إحكام إقفال الصهاريج بحيث لا تفتح إلا عن طريق الموظف المختص بالوكالة في المدينةالمنورة، ويتم تدوين كافة الإجراءات التي يتم اتخاذها منذ انطلاقة الصهريج من مكةالمكرمة وساعة وصول الصهريج للمدينة المنورة واسم سائق الصهريج والموظف الذي يتسلم الشحنة حتى وصولها إلى الحافظات داخل المسجد النبوي في قسمي الرجال والنساء، ويقدم ماء زمزم لزوار المسجد النبوي خلال موسم الحج في أكثر من 7000 حافظة معقمة ومبردة توزع داخل المسجد وسطحه وفي ساحاته، إضافة إلى نوافير الشرب الموزعة في المسجد النبوي والمرافق المحيطة به كما يتم في المواسم وضع خزانات لشرب المياه المبردة، كما خصصت نقاط سبيل زمزم الكائن في الجهة الشمالية الغربية من ساحة المسجد لتعبئة الجوالين وحافظات المياه الخاصة بالزوار والمصلين، وتتم تعبئة مياه زمزم في الحافظات من قبل مشرفين خاصين ويراعى تقديمه مبردا وغير مبرد تلبية لمختلف رغبات الزوار والمصلين. وشهدت حركة الشراء في المنطقة المركزية أمس انتعاشا ملحوظا، حيث تضم الفنادق والشوارع والأسواق داخلها أكثر من 2000 محل متعددة الأغراض يقضي فيها الحجاج أوقاتهم ما بين الصلوات لشراء الحاجيات والمستلزمات الخاصة والهدايا قبل المغادرة إلى بلدانهم، فيما قدر مختصون حجم إنفاق الحجاج في المدينةالمنورة خلال موسم الحج الماضي بأكثر من مليار ونصف المليار ريال، تشمل الإعاشة والتسوق والتنقل والسياحة فيما يتوقع أن يزداد الرقم قياسا على زيادة عدد الحجاج هذا العام بنسبة 10 في المائة.