يعكف مراقبون ميدانيون (طوارئ) يتبعون لأمانة المدينة على تمشيط منطقة الحرم النبوي والمنطقة المركزية ومخارج المدينةالمنورة لتفقد الكميات المعروضة من مياه زمزم ومصادرة العبوات مجهولة المصدر. وأبلغ «عكاظ» مصدر في طوارئ الأمانة، أن المراقبين منحوا الضوء الأخضر لمصادرة أية عبوات مجهولة المصدر أو التي يثبت تعرضها لأشعة الشمس لساعات طويلة تنذر بتبدل العناصر والمواصفات التي تتميز بها مياه زمزم، وعلمت «عكاظ» أن الرقم 940 الخاص بطوارئ أمانة المدينةالمنورة تلقى خلال الأيام الماضية اتصالات من أشخاص أبدوا تذمرهم من ضعف الرقابة على الباعة الذين يتاجرون بمياه زمزم خلال موسم العمرة ورمضان ويبيعون عبوات مجهولة المصدر وأخرى خاصة مشابهة للعبوات الخاصة بالمشروع الحكومي (مياه زمزم)، إلا أن طعم المياه يختلف عن مكونات وخواص (زمزم) الحقيقية. وعلى الرغم من تشديد الجهات الحكومية من إجراءاتها الفنية والميدانية حرصا على وصول مياه زمزم إلى الباحثين عنها من الزوار والمصلين نقية بمقدار نقاوة الكميات التي تتدفق من منبعها الصافي، إلا أن المياه الأطهر على وجه الأرض لم تسلم من محاولات الاستغلال والجشع الذي يمارسه ضعاف النفوس لاستغلال زيادة الطلب على (زمزم). وشرعت الدولة تنظيمات للحفاظ على هذه المياه من العبث والاستغلال حيث أطلق العام الماضي مشروع (هدية خادم الحرمين الشريفين للزوار والمعتمرين) الذي يحتوي على عبوات مختلفة الأحجام من مياه زمزم معبأة بعناية ومحكمة الإغلاق، إلا أن عبوات زمزم طالها «التشبيه» وعمليات التقليد التي مارسها باعة جائلون وعصابات الغش الذين امتهنوا بيع (زمزم) على الزوار في أماكن تواجدهم وعلى مخارج المدينتين المقدستين، وقد تم أخيرا ضبط كميات من المياه (مغشوشة) كانت تباع على أنها (مياه زمزم). 250 طنا يوميا وتفد إلى المدينةالمنورة على مدار الساعة صهاريج معبأة بمياه زمزم قادمة من محطة التعبئة المركزية في مكةالمكرمة لإرواء عطش مئات الآلاف من الزوار والمصلين في الحرم النبوي يوميا، حيث يحرص زوار المدينة على اقتناء (زمزم) إلى جانب تمور المدينة وهي في صدارة السلع والهدايا التي يبحث عنها الزوار ويحرصون على تصديرها إلى بلدانهم خلال مواسم العمرة والحج. وتنقل مياه زمزم من محطات التعبئة بمكةالمكرمة بشكل يومي إلى خزانات زمزم في المسجد النبوي بمعدل 120 طنا يوميا في الأيام العادية تزيد خلال المواسم لتصل إلى 250 طنا، بما يعادل 20 صهريجا تفد تباعا عبر طريق الهجرة السريع، وللصهاريج الناقلة مواصفات خاصة تشدد وكالة شؤون المسجد النبوي على تطبيقها، في مقدمتها نظافة الصهريج من الداخل والخارج، والحرص على أخذ عينات من الماء المنقول قبل عملية النقل من العاصمة المقدسة، ولحظة الوصول إلى العاصمة الأولى للإسلام، وتحظى الكميات المنقولة من مياه زمزم بمواصفات خاصة تهدف إلى حماية المياه من أي مؤثرات وملوثات، إضافة إلى إحكام إقفال الصهاريج بحيث لا تفتح إلا عن طريق الموظف المختص بالوكالة في المدينةالمنورة، ويتم تدوين الإجراءات كافة التي يتم اتخاذها منذ انطلاقة الصهريج من مكةالمكرمة وساعة وصول الصهريج للمدينة المنورة وأسماء سائق الصهريج والموظف الذي يتسلم الشحنة حتى وصولها إلى الحافظات داخل المسجد النبوي في قسمي الرجال والنساء، ويقدم ماء زمزم لزوار المسجد النبوي خلال شهر رمضان في أكثر من سبعة آلاف حافظة معقمة ومبردة توزع داخل المسجد وسطحه وفي ساحاته، إضافة إلى نوافير الشرب الموزعة في المسجد النبوي والمرافق المحيطة به، كما يتم في المواسم وضع خزانات لشرب المياه المبردة، كما خصص موقع سبيل زمزم الكائن في الجهة الشمالية الغربية من ساحة المسجد لتعبئة الجوالين وحافظات المياه الخاصة بالزوار والمصلين، وتتم تعبئة مياه زمزم في الحافظات من قبل مشرفين خاصين ويراعى تقديمه مبرد وغير مبرد تلبية لمختلف رغبات الزوار والمصلين.