فيما تدرس الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين توسيع نطاق مشروع سقيا زمزم بإيجاد موطئ قدم له في المدينةالمنورة، يواصل الباعة العشوائيون بيع مياه زمزم في عبوات بلاستيكية تقليدية بجوار المسجد النبوي الشريف. وكشف ل «عكاظ» مصدر في إدارة المشاريع في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في مكةالمكرمة عن توسيع نطاق مشروع سقيا زمزم إلى المدينةالمنورة بعد الحج، باستحداث مكتب لبيع عبوات مياه زمزم عند المسجد النبوي. من جهته، أقر ل «عكاظ» مدير العلاقات العامة في وكالة شؤون المسجد النبوي عبد الواحد الحطاب بكفاءة مياه زمزم التي تنقل يوميا من مكة إلى المدينة، لاستهلاكها في مشروع سقيا المسجد النبوي من الناحية الصحية، إذ تنقل عبر صهاريج من محطات التعبئة في المسجد الحرام في مكة إلى خزانات المسجد النبوي بمعدل 250 طنا في الحج ومواسم العمرة، وتنخفض في الأيام العادية إلى 120 طنا. وأشار الحطاب إلى أن الصهاريج الناقلة للمياه المجهزة بمواصفات خاصة لحماية المياه من أي مؤثرات، إضافة إلى إحكام إقفالها بالشمع الأحمر، ولا يمكن فتحها إلا عن طريق الموظف المرخص له بذلك من قبل الوكالة. ويقدم ماء زمزم في المسجد النبوي بحافظات معقمة ومبردة تصل إلى 7000 حافظة مياه توزع داخل المسجد النبوي وسطحه وساحاته، إضافة إلى نوافير الشرب الموزعة في المسجد النبوي والمرافق المحيطة. كما يتم في المواسم وضع خزانات لشرب المياه المبردة، وخصص موقع سبيل زمزم الكائن في الجهة الشمالية الغربية من ساحة المسجد لتعبئة الجوالين وحافظات المياه الخاصة بالزوار والمصلين. وتتم تعبئة مياه زمزم في الحافظات من قبل مشرفين خاصين ويراعى تقديمه مبردا، وغير مبرد تلبية لمختلف رغبات الزوار والمصلين. يعد الحجاج الباكستانيون أكثر فئات الحجاج في الاستماتة من أجل الحصول على ماء زمزم من السبيل الذي تضعه الرئاسة العامة للمسجد النبوي الشريف في ساحات الحرم الغربية حيث يعتقد الباكستانيون ببركته وأنه دليل على ختام حجهم كما يصفونه. ويشير محمد صديقي حاج باكستاني إلى أنه يحرص على الحصول على ماء زمزم من أجل العودة إلى بلاده، حيث يخلطونه بالمياه العذبة من أجل الحصول على بركته والاستشفاء، ويعد ماء زمزم هدفا رئيسا من أجل ختام حجه كما يصفه، حيث يفرغ من أداء النسك ويتجه للمدينة المنورة من أجل السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والصلاة في مسجده، ويختتم أعماله بالحصول على ماء زمزم. بدوره، لم يخف سعيد رضا حاج باكستاني سعادته وهو يسابق الريح قاطعا ساحات المسجد النبوي من أجل إيصال الماء والعودة للحصول على المزيد، وينوه على ما يحتويه ماء زمزم من بركة يستشفي منها الإنسان. ويوضح رضا أن خلط ماء زمزم بالماء العذب شائع في بلادهم وذلك للاستفادة من بركة الماء، وكذلك يذهب جزء من الماء لوالده المريض الذي أصر على ابنه عند الذهاب للحج أن يأتيه بماء زمزم. من جهته، اكتفى عبد التواب جليل حاج مصري بجالون واحد من مياه زمزم، حيث يعتبره هدية يقدمه لوالدته المسنة لبركة الماء وحرصه على الحصول عليه عند عودته من الحج أو من زياراته المتكررة للمملكة. وقال جليل إن التنظيم الموجود في ساحات الحرم النبوي أسهم في عدم وجود ازدحام، أو تدافع حول الماء