يظن بعض الذكور عبر الدهور أن زواجه من امرأة أخرى سوف يزيده سعادة وهناء، وأن كل واحدة منهما سوف تنافس الأخرى على محبته ورضاه فينعم بينهما بحياة رضية سعيدة، ولكن شاعرا وقع في هذا الوهم منذ مئات السنين كتب قصيدة يصف فيها حالته بعد أن تورط بين الزوجة الأولى وبين الزوجة الثانية وقصيدته مشهورة ولا مجال لذكرها هنا ويكفي أنني جعلت شطرا من بيتها الأول عنوانا لهذا المقال، ولكن ما أعادني إلى أجواء تلك القصيدة هو أنني وقفت على حالات اجتماعية يؤدي فيها التعدد إلى مصائب شتى؛ ربما لأن الحياة تغيرت وتطورت وأصبحت أكثر تعقيدا وأن المرأة في هذا الزمن لم تعد مجرد «نعجة» كما يظنها بعض البعول لكنها أمست ذات كيان وشخصية ولم تزل تطالب بالمزيد!، لذلك فإن الذي تسول له نفسه الزواج من امرأة ثانية والجمع بينهما تحت ولايته وفراشه، فإن ما يحصل له في معظم الأحيان أن يصبح «المليح» موضع شد وجذب وضغط يتواصل ضده ليل نهار وبدل أن ينعم بالتقلب بينهما فإنه قد يصاب بالاكتئاب الحاد الزمن، وقد يتطور الأمر إلى إصابته بالسكتة القلبية وفراقه للدنيا ولما كان يحلم بالتمتع به تاركا «كوم لحم» أنجبه من زوجتيه وصراعا على التركة لا تحله حتى المحاكم، وربما تلاحقه الاثنتان بدعائهما عليه لأنه كان السبب في كل ما حصل، لذلك فإن كثيرا من البعول الذين تطرأ عليهم فكرة التعدد في لحظة حماس وانتشاء سرعان ما يتراجعون عن تطبيق فكرتهم بعد أن يتذكروا ما حصل لغيرهم بسبب التعدد من أذى لا يقابله ما حلموا به من متعة، وهؤلاء أكثر عقلا وحكمة من غيرهم من الذين لا يبالون بالنتائج ولديهم قاعدة أو فلسفة تقول تزوج الثانية، فإن حصلت بينها وبين الأولى خلافات ومشاكل فأضربها بثالثة «نووية»!، ثم يصبح لدى الأخ ثلاثون ولدا وبنتا يحتاجون إلى حافلة تقلهم إلى مدارسهم التي لا يعلم في أي موقع هي ولا المراحل الدراسية التي وصلوا إليها، لذلك فإن قرار التعدد في هذا العصر لا يتخذه غالبا إلا رجل لا يبالي بالنتائج.. والله أعلم! كتب مهداة أهداني نادي مكة الثقافي عددا من مطبوعاته وهي تحمل العناوين التالية: مناهل العلم بالبلد الحرام وأعلام المكيات خلال العصر المملوكي للدكتور فوزي محمد عبده الساعاتي، والالتزام في مسرح با كثير التاريخي للأستاذة سحر بنت حسن أشقر، وموانئ تهامة ومراسيها ودراسة تاريخية للأستاذة سميرة بنت مبارك بلسود.. اشكر لنادينا الثقافي هديته الفكرية القيمة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة