تتجاسر ممارسات الجانحين القافزين على أنظمة الحج، تتجاسر ويعلمون أنها قد تفضي بهم إلى المشاعر المقدسة أو من حيث أتوا. لهؤلاء طرقهم ومساربهم للتسلل بعيدا عن أعين النظام، .. يستدلون في ليل بهيم بما أتاحته ساعة مكة التي يراها القادم إلى العاصمة المقدسة من ناحية الشرق من أعلى التلال، فيما يتخذها الراجل من الغرب دليلا إلى الحرم المكي، ومشكاة للنفرة من عرفات. بيد أن المشهد على طريق مكةالمكرمةجدة القديم يظل مختلفا. ينطلق الهاربون من النظام زرافات ووحدانا في سباق مع ذواتهم المؤملة ومنطوق الأنظمة المقننة، .. ضاربين في الشعاب ولا دليل لهم سوى عقارب ساعة مكةالمكرمة ووهجها البعيد القريب. ولنقف هنا مع أحد المختلطين بركب المتسللين وقصته مع المرشد الجديد، فيروي أحمد. د: «الوجهة المشاعر المقدسة، .. وبنية الحج بلا تصريح عقدت العزم، ولا بد من حيلة تقودني لتأدية المنسك». اتبع أحمد وهج الساعة، وكلما شعر أن خطواته ستضل الطريق بحث في الأفق عن الوهج المنبعث من قلب العاصمة المقدسة ليعيد ترتيب خطة سيره، فهي المرشد إلى المشاعر من أقصر الطرق. وهكذا، ينطلق ركب آخر متخفيا خلف التلال والجبال عبر طريق غير المسلمين هربا من نقاط التفتيش الأمنية، وكلما حاد عن الطريق إلى مكةالمكرمة، أصبحت هناك حالة دليلية توصله إن أخطأته عين رجل الأمن.