قالت العرب في وصف المرأة التي تفضل الموت جوعا على أن تبيع شرفها: «تموت الحرة ولا تأكل بثدييها»، لكننا في زمن لم يعد يموت فيه أحد جوعا، لذلك لم تعد الذئاب تحوم حول المراعي بحثا عن الأغنام الجائعة، بل أصبحت تصطاد فرائسها بمصائد الابتزاز والاستغلال والاحتيال! وإذا كانت المرأة التي تأكل بثدييها تعرض بضاعة على من يشتريها، فإن المرأة الشريفة التي تحفر أمامها المصائد، وتنصب في طريقها الفخاخ، وتضيق عليها السبل حتى يفرض عليها أن تدفع ثمنا مقابل الحياة لا تواجه في الحقيقة رجالا بلا مروءة أو دين أو خلق، بل تواجه مجتمعا سمح بخلق البيئة المناسبة لتكاثر الذئاب البشرية عندما قصر في تفعيل أداء مؤسساته على أسس عدالة الفرص ومساواة الحقوق، وعجز عن ضمان حصول كل فرد يعيش فيه على حقوقه دون الحاجة لسلك نفق خفي، أو طرق باب خلفي، أو فتح شباك جانبي! فالذئاب الجديدة تسعى لاصطياد أصحاب والحقوق لتساومهم على حقوقهم وتدفعهم إلى حفرة اليأس بحيث يصبح امتطاء ظهور الذئاب الوسيلة الوحيدة للخروج من الحفرة، بينما في واقع الأمر هو القفز من الحفرة العميقة إلى الحفرة التي لا قرار لها! من حق المرأة على مجتمع اختار أن يكون قيما عليها ونائبا عنها أن يحميها، لا أن يكون ملاذا لمفترسيها!. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة