·كانت الأنثى في زمن قديم أقصد في زمننا هذا لا زمن الوأد زمن الجاهلية يوم كانت المرأة عارًا وخبرًا تعيسًا الكل يكرهه يوم كانت الأنثى الخبر الأسود الذي يحاول كل الآباء الهروب منه قدر الإمكان واليوم هي المرأة الأنثى التي وصلت وتحاول أن تصل لكل ما تريده بعقلها وكلنا يلحظ حجم التفوق وكلنا يلمس محاولاتهن الجادة في الانتصار على كل المتاعب والتغلب على الصعوبات ولا فرق بين أنثى الأمس وأنثى اليوم سوى المرحلة والزمن الذي اختلف وحملها من مكانها لتصبح اليوم الأنثى الطبيبة والمهندسة والمعلمة بالرغم من وصولها المشرف إلا أنني أرى أن هناك متاعبًا كثيرة تعيشها هي بمفردها مع بعض العقول الجافة، العقول التي لا تفرق بين أنثى وأنثى لأنها تعرف أن المرأة هي ليست سوى مخلوقة بهدف إمتاع الرجل لتبقى المسكينة طريدة من مكان إلى مكان وتظل تهرب من رصيف لرصيف وتظل العقول المريضة تلاحقها تارة بالكلام وأخرى بمحاولة تسليمها رقم الهاتف ويظل حالنا للخلف يركض والعالم يفكر وينهض من حفر التخلف إلى عالم الإبداع بينما نخترع نحن أساليب أكثر خبثًا و فتكًا وشراسة لتصل اليوم للبلوتوث وتوظيف التكنولوجيا لاصطياد نزوة والإطاحة بأنثى وسؤالي عن السبب الذي يجعلنا ندمن تصرفات كالحة كهذه فربما نحمل نحن جينات مختلفة عن بقية البشر وتصرفات لا تشبه تصرفات كل الشعوب أم أن هناك خللًا آخر أم هو سوء أدب!! أم ماذا؟؟ لست أدري!! أليست هذه هي حقيقة بعضنا المأساوية التي بدأت من قديم وتطورت لتبقى للأبد والضحية الأنثى. ·بالأمس كنت في حي الهنداوية وكانت المسكينة تلك المرأة في مكان الظبية المذعورة من كائن هو لا علاقة له بالإنسان وكنت أود أن تنتهي الحكاية بهدوء إلا أنه استمر وكأن لا أحدًا يشاركه الحياة على الأرض ولا رجل غيره وكم كان مثيرًا حين أصر على مواصلة العبث بينما كنت مصرًا على أن أنهيه في أسرع وقت ممكن وحين انتهينا كما أراد هو.. كان سؤالي الأول له هو عن اسمه وكانت إجابته غير مفهومة لأنه ببساطة كان يشبه الفأر بعد محاصرته وقبلها كان الأسد والحقيقة أنه كان رجلًا تافه بكل ما تعنيه الكلمة وكانت المرأة أكبر منه بكثير حين قالت هو إنسان لا قيمة له ولا أريد منه حقًا تاركة أمره لله وقتها فرّ دون أن يتلفت تاركًا خلفه مأساة الأنثى التي لابد لها من حل لتستطيع ممارسة حقها في الحياة بدلًا من أن تضطر أن تحمل معها طفلًا بهدف حمايتها من ذئاب لا يخجلون من أحد ولا حتى من أنفسهم. · خاتمة الهمزة.. المرأة مخلوق ضعيف وحاجتها للانطلاق هي حاجة ملحة وضرورية وحمايتها من تفاهة بعض الرجال هو حق من حقوقها.. والسؤال إلى متى ستبقى حياتها مبعثرة على الأرصفة؟؟ إن مشت تابعتها السيارات وإن وقفت وقفوا كلهم يريدونها تركب معهم وهذه التصرفات هي ليست سوى صورة نتنة لعقول مريضة.. هذه خاتمتي ودمتم. h_wssl @hotmail.com