نجح شاب سعودي في إنهاء معاناة أبناء قريته التي تضررت من هجمات الذئاب على أغنامها بعد أن نذر نفسه لاقتناص هذا الحيوان المفترس ليتمكن بالفعل من وقف هجماته. فقد تمكن تراحيب المطيري (30 عاما) من قتل سبعة من هذه الذئاب خلال خمسة أشهر، بعد أن اشتكى أبناء قرية الصعبية التابعة لمحافظة مهد الذهب (130 كم جنوب شرقي المدينةالمنورة)، من تضررهم بفقدان أغنامهم بشكل يومي، تحت وطأة هجمات الذئاب المفترسة في محيط القرية. وخلال الأشهر الماضية، نذر المطيري نفسه لوقف معاناة العشرات من مربِّي الماشية في قريته، وبدأ في تجهيز سلاح الصيد الذي يملكه والتجوال بسيارته ليلا بحثا عن الذئاب التي تنشط خلال الفترة المسائية. وأوضح أن له طريقته الخاصة في اقتناص الذئاب؛ حيث يبدأ في ملاحقتها بعد تحديد مصدر عوائها، مشيرا إلى أنه كان يضطر أحيانا إلى البقاء ساعات على مقربةٍ من مكان اختبائها، لاصطيادها لحظة خروجها، حتى بات صيد الذئاب وتعليقها على شجرة قريبة من القرية هوايته المفضلة. مشروع ولكن ورغم أن الدور الذي قام به المطيري ساهم في وقف نزيف ماشية أبناء قريته وطمأنتهم على أرواحهم، إلا أن هيئة حماية الحياة الفطرية بالمملكة أبدت انزعاجها من اقتناص الذئاب، معتبرة أن له آثارا جانبية على النظام البيئي. وقالت الهيئة في بيانٍ بعثت به للصحيفة: "القول بأن الدفاع عن النفس أمرٌ مشروع، ومن حق الإنسان أن يدافع عنها متى ما تعرض لهجمات حيوان مفترس، ذئبا كان أم غيره، ولكن من غير المقبول البحث عن تلك الحيوانات وتتبعها في بيئاتها الطبيعية وقتلها". وأضاف البيان "أن مثل هذا الفعل مخالف للأنظمة واللوائح التي تدعو للمحافظة على الحيوانات الفطرية، وبالأخص المهددة بالانقراض في المملكة، علاوة على ما يُحدثه هذا القتل من خلل بيئي تظهر آثاره في زيادة عدد فرائس تلك الحيوانات مسببة أضرارا اقتصادية وبيئية كبيرة، فكل حيوان خلقه الله عز وجل لحكمة، وأناط به دورا يقوم به في هذا الكون، ولم يخلقه الله عبثا".