يستبقون الأحداث ويرسمون خريطة المستقبل الافتراضية بمنهجية، غيروا ملامح واقع الوادي غير ذي زرع بدراسات إثرائية لمشاريع تطويرية جعلت من المكان أكبر بقاع الأرض تطورا في كافة المجالات، إنهم الباحثون في معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الذين شملت بحوثهم ودراساتهم، تنمية المكان، البيئة، العمران، التقنية، والإنسان، وبفضل جهودهم أطلق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الإشراف العليا على المعهد لقب «بيت الخبرة». «عكاظ» نظمت ندوة عن أبحاث الحج، بهدف استكشاف المستقبل المنتظر لهذه البقعة المقدسة والتعرف على التفسيرات الحقيقية للظواهر التي تعيشها مكةالمكرمة حاليا، عقب اكتمال المشاريع التطويرية الحالية، كقطار المشاعر ومنشأة الجمرات ووقف الملك عبدالعزيز، وتترقب العيون اكتمال باقي المشاريع وعلى رأسها شبكة القطارات الجديدة داخل مكةالمكرمة، مشروع توسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام، وتطوير العشوائيات وتحويل الحج إلى المنظومة الإلكترونية بشكل كامل، وكانت الحصيلة وفق التالي: • «عكاظ» ما الآلية التي يعتمدها المعهد في استقبال البحوث وتدقيقها والموافقة عليها، وما مهمات باحثيكم في موسم حج هذا العام؟ وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج للشؤون الأكاديمية الدكتور محمد بن عبدالله إدريس، المعهد اعتمد منهجية معينة في قبول الأبحاث في الموسمين الماضيين، تحولت إلى تنظيم جديد، ووضعنا أسلوبا لاستقبال الأبحاث بحيث يعلن عن موعد قبول الأبحاث بفترة طويلة، وهناك لجان تقوم بتحكيم الأبحاث وتعتمدها ويبلغ الباحثون بها، وهذا الأسلوب يتيح للباحث الوقت الكافي لإنجاز بحثه، ومن هنا أصبح لدينا موسم بحثي واحد والتقديم له يكون خلال فترة معينة من خلال لجنة علمية تحكم هذه الأبحاث، وهذا يساعد ويشجع على جودة البحث المقدم، بحيث يكون هادف ويحقق متطلبات الجهات الحكومية، وفي الفترة الماضية انتظمت الأمور لدينا وأصبح التقديم سهلا ومتاحا عبر موقع المعهد، وبعد التقديم تحال الأبحاث لرؤساء الأقسام ومن ثم تصنف وتحول إلى اللجنة التي تحكم فيها بناء على المعايير البحثية، حيث تقدم للمعهد 59 بحثا لبرنامج المعهد هذا العام. والبحوث التي تحتاج إلى تطوير وتحديث معلومات يبلغ صاحبه حتى يستمر في تطوير البحث، وجميع الأقسام في المعهد لديها برامج مستمرة في التطوير، مثل قسم البحوث البيئية الذي يتابع قراءات المناخ وجودة مياه زمزم، وهذه جهود تستفيد منها الجهات الحكومية وتعتمد على نتائجها، خصوصا أن موسم الحج ليس ثابتا وتختلف الدراسات عاما بعد آخر، وبالنسبة للدراسات البحثية فنحن نهتم دائما بالمستجدات، وتتركز جهودنا في المواضيع الساخنة، سواء في المواضيع الإدارية أو العمرانية وتقنية المعلومات وكافة الأمور الحديثة، وأيضا التغلب على مشكلات النقل، الإسكان، والحشود وهي أبحاث شاملة، تجد عندنا في بعض الأبحاث هناك تعاون بين الأقسام في مجالات تبادل المعلومات ما يعطي مصداقية وقوة للأبحاث التي تخرج من المعهد، ولقد أنهينا موسم رمضان الماضي بنجاح وكان موسما ناجحا استطاع خلاله الباحثون تحقيق أهدافهم، وهذا النجاح سوف يتكرر في موسم الحج، حيث بدأت التجهيزات لذلك. • «عكاظ» هل المعهد يكتفي بكوادره البحثية أم قابل لاستقطاب خبرات أخرى؟ المجال في المعهد مفتوح، فبالإضافة إلى باحثين من المعهد، هناك باحثون من خارج المعهد من جامعة أم القرى، جامعة طيبة، وجامعة الملك عبدالعزيز، والمجال مفتوح لكل إنسان متخصص يستطيع القيام بعمل بحثي عبر القنوات الرسمية، وبإمكانه تقديم مشروعه بتعبئة النموذج الخاص بالمعهد على الإنترنت وإرساله إلى المعهد بواسطة البريد الإلكتروني ونحن بدورنا نزوده بالتوجيهات الضرورية، وفضلا عن مشاريعنا البحثية هناك مشاريع أخرى غير مسجلة مثل المشاركة في اللجان وتقديم تقارير فورية لمعالجات الإحداث والمستجدات، وهذه يمكن أن تضاف لأبحاثنا وبرامجنا، إضافة إلى مشاركتنا في كافة اللجان الخاصة بالحج. • «عكاظ» ما هي أهم الأبحاث المتعلقة بموسم حج هذا العام؟ عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج الدكتور عبدالعزيز سروجي، لدينا أكثر من 90 باحثا من الباحثين المشاركين في موسم الحج، وهم ما بين باحث ومساعد، والأبحاث لا تشترط أن تكون مقدمة من المعهد أو من الجامعة بل تكون أحيانا من خارج الجامعة، وكان هنا فيما مضى من وقت تعاون دولي في بعض الأبحاث الخاصة بخدمات الحجاج، كما يتم الاستعانة أيضا بما يزيد عن 400 طالب من جامعة أم القرى في المواسم البحثية كتجميع المعلومات والبيانات التي يتطلبها عمل الباحث الرئيس، أو تنفيذا لمتطلبات برنامج مستمر. • «عكاظ» ما أبرز ما لدى المعهد من بحوث عمرانية وهندسية على مستوى المشاعر المقدسة ومكة عامة؟ رئيس قسم البحوث العمرانية والهندسية الدكتور محمد باضبعان، لدينا في موسم الحج خمس دراسات، بالإضافة إلى دراستين في موسم رمضان، الدراسة الأولى كانت بعنوان: تطوير نموذج محكم لحركة المركبات في المنطقة المركزية في مكةالمكرمة، والثانية تتعلق بدراسة الحركة المرورية على المحاور الرئيسة على الطرق في مكةالمكرمة، وتحديدا شارع العزيزية العام الذي هو المحور الأساسي الذي يربط بين المشاعر المقدسة والمنطقة المركزية، والثالثة تتعلق بتقييم الحركة المرورية ليوم النفرة من منى إلى المسجد الحرام، حيث يكون يوم 12 من ذي الحجة ذروة النفرة في الحج من منى إلى الحرم للمتعجلين، كما أن الأمن العام يقوم بعمله بخطط معينة وعكس اتجاهات بعض الطرقات وتخصيص بعض الطرقات لمركبات معينة وتم تقييم التجربة العام الماضي وسيجري تقييمها الموسم الجاري، وهناك دراسة للاعتبارات التصميمية والتخطيطية لحركة المشاة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، ودراسة أخرى عن تأثير التصميم الفراغي في المسجد الحرام والساحات المحيطة بها والأنشطة المختلفة، هذه خمس دراسات، إضافة إلى ذلك لدينا البرامج التي يتطلع بها القسم في كل عام من ضمنها برنامج حركة المركبات من عرفات إلى مزدلفة في كل عام على جميع الطرقات الخارجة من عرفات إلى مزدلفة، حصر كافة الطرق والمخارج ورصد جميع المركبات التي تتحرك من عرفات إلى مزدلفة للتعرف على أعداد المركبات ونوعيتها على كل الطرق وسعتها وعدد الركاب في كل مركبة، وأيضا حصر مخارج طرق المشاة الخارج من عرفات إلى مزدلفة، ومن خلال هذا البرنامج نصل إلى عدد شبه تقريبي لعدد الحجاج في يوم عرفة. ولدينا برنامج آخر لمتابعة الحجاج في رحلات ترددية من عرفات ومزدلفة، وهذه الجهود مستمرة منذ انطلاقة الرحلات الترددية عام 1417ه والبرنامج في توسع كل عام بناء على المؤسسات الجديدة التي يطبق عليها هذا النظام، وأيضا لدينا برنامج مهم جدا وهو خاص بتدريب بعض الفئات العاملة في مجال الحج، ومن ضمنها العاملون في مجال النقل الترددي بحكم أن المعهد له عضوية دائمة في المجلس التنسيقي للنقل الترددي فهو مطلع ومشارك في الخطط التشغيلية بنقل الحجاج بهذا النظام، وبالتالي العاملون في هذا النظام وكافة الجهات الحكومية وتحديدا النقابة العامة للسيارات من مشغلين وإداريين وفنيين وسائقين بالإضافة للمشاركين من الجهات الأخرى مثل وزارة التجارة، الصحة وأمانة العاصمة، هم على إطلاع دائم بالبرنامج، وننظم لهم دورات تدريبية، والبرنامج التدريبي يشمل رجال الأعمال، رجال الأمن المشاركين في الحج وهي برامج مجدولة لمدة أسبوع، بهدف التعرف على الخطة التشغيلية لهذا العام، والجديد فيها، ودور كل شخص في الخطة التشغيلية، ويستقطب البرنامج هذا العام قرابة سبعة آلاف فني وإداري وسائق، وهذا خلاف رجال الأمن البلاغ عددهم 500 700 شخص مشارك في هذه النظام، أي تدريب ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف شخص كل عام، وأيضا من ضمن البرامج المستمرة متابعة المركبات على مداخل مكةالمكرمة، حيث تم قبل عامين تركيب كاميرا حديثة ترصد جميع المركبات الداخلة إلى مكةالمكرمة، سرعتها أعدادها وكثافتها، فضلا عن أجهزة قديمة وتم استبدالها بكاميرات حديثة وتم تركيبها في طريق مكةجدة السريع وطريق المدينة وطريق الشرائع، وجار استكمال البقية.