تعددت مقالات الكتاب في تأبين الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله فشملت كافة إنجازاته السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. وإنني إذ أشاطرهم الأحزان لهذا المصاب الجلل.. فإنني سأركز حديثي في هذه العجالة، في شيء مما عرف عنه في مجال الإنسانية وأعمال الخير. نعم.. مات سلطان، وبقي خيره.. فما أكثر الخير الذي صنعه سموه حتى عم القريب والبعيد. لقد عرف عنه غفر الله له نصرة المحتاج وإقالة عثرته، وله في ذلك مواقف لا تنسى رسخت في ذاكرة أصحاب الحاجات.. فكم كان سباقا إلى تقديم العون والمساعدة للفقراء والمساكين والأرامل والأيتام.. من خلال مؤسسات خيرية أنشأها، ومؤسسات دعمها عبر مشاريع في الداخل والخارج. إن لمسات سلطان الإنسانية ومسيرته في الخير والعطاء، حفظتا له سجلا حافلا في إغاثة الملهوف وتقديم العلاج الطبي والتأهيل الصحي لمرضى السرطان وغيرهم من أصحاب الأمراض المزمنة. إن الأمير سلطان لم يترك مجالا في مسيرته الخيرية إلا وله أيادٍ بيضاء أسهم من خلالها في إقامة حي كامل للفقراء في المدينةالمنورة على نفقته الخاصة، وعرف الحي بمركز الأمير سلطان الاجتماعي. كانت بصمات الأمير سلطان ولاتزال في هذا البلد يتلمسها كل من قصده من الأسر الفقيرة، ومرضى القلب والمعسرين من كثير من المسجونين. وامتد خيره إلى الجمعية الخيرية النسائية.. فتبرع لها بمساعدة مالية كبيرة، وتبرع أيضا لبناء وترميم مئات من الوحدات السكنية لمنسوبي القوات المسلحة في المنطقة الشمالية. وكان للغة العربية نصيب من كرم الأمير سلطان.. إذ تبرع بمليوني دولار دعما لبرنامج اللغة العربية في منظمة اليونسكو، وبخمسة ملايين ريال لأيتام «تسونامي».. إن وفاة سلطان بن عبدالعزيز لخسارة كبيرة لمناقبه التي جعلت منه أبا للفقراء.. لدرجة أضحى معها يمثل علامة من علامات البر والإحسان. صادق العزاء إلى خادم الحرمين الشريفين، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، ولكافة الأسرة الحاكمة.. سائلا الله له الرحمة والغفران، وأن يسكنه تعالى فسيح جناته. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة