أكد عدد من رؤساء مجموعات الطوافة على أن تعليق فتاوى التيسير للحجاج يحدث إرباكا شديدا لهم، مشيرين إلى أن الحجاج يأتون من دول شتى بثقافات ومذاهب وخلفيات فقهية ودينية مختلفة، وأن فرض رؤية فقهية واحدة عليهم تسبب لهم تشويشا خصوصا فيما يتعلق بفتوى الرمي في أي وقت الذي تراجع بعض العلماء عن هذه الفتوى بعد مشروع جسر الجمرات، موضحين أن بعض الدول تفوج حجاجها على أساس رخصة الرمي في أي وقت وفق ماأفتى به علماؤهم، وأن إفتاءهم بغير ما أرشدوا إليه يسبب لهم تشويشا وإرباكا للخطط، مطالبين العلماء بضرورة التنسيق مع مفتيي الدول الإسلامية وباقي الجهات العاملة في الحج لحل هذه الإشكالية، مؤكدين في الوقت نفسه الحاجة لفتاوى التيسير، وأن المشاريع الجديدة لن تلغيها. وأكد رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية المطوف فائق بن محمد بياري أن الحاجة لفتاوى التيسير قائمة، وأن تعليقها بسبب المشاريع يسبب إرباكا للخطط الموقعة بين المؤسسات والبعثات، مشددا على أن المؤسسات لاتلزم الحجاج بأخذ فتاوى معينة وإنما يترك الأمر في النهاية لمرجعياتهم الدينية وعلمائهم ومشايخهم والذين يفتونهم بما يتلاءم مع مذاهبهم ومدارسهم الفقهية التي ينتمون إليها. وهو ما أكده رئيس المؤسسة الأهلية لحجاج دول جنوب شرق آسيا زهير سدايو الذي بين أن الحجاج غالبا مايلتزمون بفتاوى المرشدين الدينيين خصوصا فيما يتعلق بفتاوى جسر الجمرات، مؤكدا أن غالبية فقهاء الدول الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا يجيزون بأخذ الرخصة بسبب كثرة الحجاج، مستبعدا أن يتأثر حجاج جنوب شرق آسيا بالفتاوى التي تعلق الرخص بسبب المشاريع الجديدة، مشيرا إلى أن الحجاج ليسوا كلهم على طريقة واحدة، داعيا العلماء إلى إبقاء الناس على مذاهبهم، وعدم تعليق الرخص بسبب مشروع أو غيره، مؤكدا أن الحاجة ماسة لفتاوى التيسير . ويشير نائب رئيس المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج دول جنوب آسيا الدكتور رشاد محمد حسين أن المسألة متعلقة بتوعية الحجاج دينيا قبل مجيئهم فإذا تمت توعيتهم بشكل صحيح فإن الحجاج سيسيرون على مايقوله علماؤهم، ولن يلتفتوا للفتاوى الأخرى التي قد تشوش عليهم، لكن الدكتور رشاد تأسف لضعف برامج التوعية الدينية مما يجعل الحاج يسأل دوما فيسمع آراء فقهية قد تتعارض مع الخطط التي تسير عليها بعثات الحج، وهو مايحصل في فتوى الرمي. ولفت حسين إلى أن بعض الحجاج يثقون بمرشدهم الديني والمطوف ويسيرون على آرائهم، معتبرا أن تعليق الرخص بسبب المشاريع الجديدة يجد استجابة من قبل الحجاج الأميين. من جانبه طالب المطوف طلال الجبالي بضرورة عقد مؤتمر لمناقشة هذه المسألة الحساسة تجمع مابين العلماء ورؤساء البعثات ومؤسسات الطوافة والجهات التشغيلية والعلمية في الحج لأن تعليق الفتوى بسبب مشروع يجب أن لايعتد به بفتوى فردية وإنما المسألة بحاجة لدراسة عميقة ورأي جماعي .