وأرجع عدد من المرشدين الدينيين في بعثات وحملات الحج قضية فوضى الفتوى في الحج إلى اختلاف المفتين ومرجعياتهم حيث أكد الباحث الشرعي عبد الإله العجلان العامل في حقل الإرشاد الديني لبعثات وحملات الحج منذ عشرين عاما أن المشكلة تكمن في كثرة الفتاوى في موسم الحج، ولا يتمثل ذلك في عددها وإنما في نوعية المفتين، خصوصا أن جلهم ليسوا مطلعين على الخلاف الفقهي عند الفقهاء. فعندما يأتي شخص من دولة آسيوية أو أفريقية ويسأل عن مسألة معينة، فيفتيه المفتي الموجود في المشاعر المقدسة بفتوى تختلف عن مرجعيته الفقهية والدينية، ولا يكتفي بذلك بل ربما يلغي أو يجعل الآراء الفقهية الأخرى خاطئة وغير صحيحة، وبالتالي تخلق عند الحاج تشويشا، فمثل هذه النوعية من المفتين هي التي تؤثر في الفتوى في الحج، مطالبا الجهات المعنية بضرورة التنبيه على الدعاة والمفتين بمراعاة كل شخص بحسب مرجعيته، وإخضاعهم لدورات مكثفة في معرفة الفقه المقارن ومراعاة أحوال الحجاج، ولفت العجلان إلى أن من أسباب تضارب الفتوى في الحج تصدر البعض للفتيا وهو ليس أهلا لها، أو غير مرخص له، أو كان ناقلا لفتوى أو سامعا لها فيبثها بين الناس وتحدث عملية الفوضى. وقال إن المرشد يفتي الحجاج وفق مذهبهم أو حسب فكر قائد حملتهم ومرجعيته ويكتفى بهذه الآراء حتى ولو زار البعثة شيخ آخر فإنه يعطى تنبيها للحجاج ألا يسألوه عن أية مسألة فقهية حتى لا يحصل لديهم تشويش. ويرى الدكتور محمد الميداني (مرشد ديني لإحدى حملات حجاج سورية) أن قضية كثرة فتاوى الحج أمر له إيجابيات وسلبيات كونه يمثل سعة الفقه الإسلامي ورحمة الله بعباده، ولكنه يؤدي إلى عمل خلط لدى الحجاج في اختيار الفتوى الأكثر صحة. وأفاد الميداني أنه كمرشد ديني يفتي الحجاج وفق مذهبهم سواء كانوا أحنافا أو شافعية أو خلافه ولا يكتفي بذلك بل يبين لهم موقف المذاهب الأربعة، ويجعل القرار بأيديهم في اختيار ما يرونه مناسبا من الفتاوى. وأبدى الميداني استغرابه ممن يقومون بإلغاء بعض الفتاوى نظرا لتقيدهم بمذهب واحد دون مراعاة اختلاف مرجعيات الحجاج ومذاهبهم.