لا ينسى خالد خضر الطويرقي آخر كلمات سمعها من الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما كان يصور في قصر الأمير خالد الفيصل في جدة قبل أقل من عام «خضر شلونك ليش ما تجي تسلم علينا». بهذه الكلمات الأبوية التي كان يعامل بها الأمير سلطان، خالد الذي كان يحرص على اصحطابه في رحلاته الخارجية. يقف خالد خضر مصور الأمير سلطان في رحلاته مستحضرا أبرز القصص التي مرت عليه أثناء علاقته بالراحل خلال 40 سنة. يروي لنا بداية علاقته بأبي خالد قائلا «عندما التحقت بالخطوط العربية السعودية وعملت مصورا هناك كلفني مدير الخطوط آنذاك الشيخ كامل سندي بتصوير رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وتوجهت حينها إلى الرياض، وطلبت من مكتب الأمير سلطان موعدا ففوجئت أن المكتب علم بحضوري ورتب لي الموعد وطلبوا مني التحضير للتصوير، وفوجئت عندما حضر الأمير سلطان في مكتبه في وزارة الدفاع يسألني عن التصوير الفوتوغرافي وكان يقول لي «أنا أحب التصوير لأن هذه المهنة التي تسجل الحدث الذي لا يتكرر» وصورته حينها صورا بكاميرا «ياشيكا» ذات العدستين، ومن هنا بدأت علاقتي بالأمير سلطان». ويواصل خالد سرد علاقته بالأمير سلطان مشيرا إلى أن علاقته كانت بالأمير علاقة أبوية فقد كان يطلبه بشكل خاص ويحرص على اصطحابه في سفاراته الخارجية. ويسترجع خضر بعض القصص التي تجمعه بالأمير سلطان ومنها عندما كنا في احتفالية خاصة في جازان ذهب جميع المصورين فشاهدني الأمير سلطان ونادى علي قائلا «لماذا لا تسلم» ثم التفت إلى الامير نايف وقال له «أحسن صور تجدها عند خالد». وأضاف خضر «لا أنسى عندما كنا بصحبة الأمير سلطان في زيارة لجنوب أفريقيا وطلب السفراء صورا تذكارية مع الأمير فذهب عبدالله الغرير لينادي المصورين ففوجئ بكلام الأمير سلطان يرحمه الله عندما قال له «لا أريد سوى خالد خضر». ولفت خالد إلى أن الأمير كان رجلا بسيطا يهتم بتفاصيل الأمور ومتواضعا وهو في قمة الإنسانية في التعامل مع الآخرين ويملك كاريزما عجيبة تجذب كل من حوله. وبين خضر أن الأمير سلطان كان يحب كل شخص يعشق عمله ويخلص فيه فهو رجل عملي ويحرص على أن يكون كل من حوله مثله. ويستحضر إحدى القصص التي مازالت عالقة في ذاكرته «عندما كنا بصحبة الأمير سلطان في رحلته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في التسعينات، ودخلنا إلى البيت الأبيض، وكنت أرغب بمقابلة الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ففوجئت حينها بمصورة صديقة لي في الدراسة في جامعة ارت سنتر تعمل في البيت الأبيض فأدخلتني على الرئيس جورج بوش الأب وذكرت له أنني صديق لها في الدراسة واصطحبني حينها لعند الأمير سلطان الذي قال لي حينها «أنت في كل مكان لك زملاء». وأضاف عندما عدنا إلى السفارة ودخل الأمير سلطان المكتب طلب من الجميع الانصراف فقلت له أريد التصوير فقال لي بل انصرف قلت كيف انصرف وأنت تجلس وخلفك ابنك الأمير بندر وفوق رأسك صورة الملك فهد يرحمه الله فضحك وقال لي صور. ويؤكد خالد أن الأمير سلطان كان سريع الملاحظة قوي البديهة ذكيا لماحا دعمني بكل معنى الكلمة معنويا وماديا وكان كريما في عطائه مع الجميع، وهنا يتذكر خالد موقفا إنسانيا لرجل الإنسانية الأمير سلطان يرحمه الله عندما كنت في بيروت اتصل بي أحد أقاربي وأبلغني أن إحدى قريباتي مصابة بمرض خطير وبحاجة لعلاج في التخصصي ولم أتخيل أن مكالمة هاتفية جعلت أمرا يصدر خلال 24 ساعة بعلاج قريبتي في مستشفى التخصصي هناك على حساب الأمير سلطان بن عبدالعزيز، مشيرا إلى أن الأمير سلطان رجل خير لا يرد أحدا. ويقف خضر حزينا متذكرا آخر موقف له مع الأمير سلطان وآخر صورة التقطها وذلك قبل أقل من عام في قصر الأمير خالد الفيصل في جدة، عندما منعنا الأمير خالد من السلام على الأمير سلطان بسبب مرضه حينذاك والسلام عليه بعد جلوسه فالتزمنا بالأمر، فعندما جلس على الكرسي كان جميع الضيوف يمرون للسلام عليه ففوجئت حينها بالأمير سلطان ينادي علي «خضر وشلونك ليش ما تجي تسلم علينا»، عندها قال لي الأمير خالد الفيصل بعد أن سلمت على الأمير التقط لي صورة خاصة مع الأمير سلطان فوقف الأمير خالد الفيصل خلف الأمير سلطان والتقطت له آخر صورة للأمير سلطان بعدستي. ويضيف خالد خضر قائلا «رحل الأمير سلطان ولكن مآثره مازالت باقية، فهو رجل محب للخير ويده ممدودة للجميع في كل المجالات من إغاثة الملهوف ومساعدة المسكين والبسيط ودعم المعوقين والمحتاجين رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان». وقبل أن ينهي خضر حديثه تذكر موقفا يدل على قوة ذاكرة الأمير سلطان، عندما كان في زيارة للمدينة المنورة فقدم له صورة تاريخية تجمعه بالملك المؤسس عبدالعزيز يرحمه الله «قدمتها هدية له وقلت له هذه الصورة التقطت عام 1364ه فقال لي الأمير بحضرة أمير المدينة آنذاك الأمير عبدالمجيد يرحمه الله صحح معلوماتك يا خالد هذه الصورة التقطت عام 1362ه يوم زواجي من أم خالد وقد حضر الزواج والدي الملك عبدالعزيز يرحمه الله ، وقبل الهدية وأعجب بها». وكشف خالد خضر عن امتلاكه أرشيفا متكاملا عن الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيلة علاقتي الممتدة معه منذ 40 سنة والتي أفخر بها كثيرا».