سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فقيد الوطن لم يرفض طلباً ومساعدة لأي شخص..وكان يوصينا دوماً بإخباره عن ظروف المحتاجين الشيخ مشعل الوجعان أحد مرافقي الأمير سلطان يتحدث ل «الرياض» عن مواقف الراحل :
حوار - مناحي الشيباني : تصوير - عليان العليان : المقربون من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - أو من يطلقون عليهم ( الأخويا ) لا زالوا يختزنون في ذاكرتهم الكثير من الذكريات الجميلة والمواقف الأبوية ومآثر هذا الإنسان يرحمه الله وما قدمه للإنسانية سواء لهم أو لغيرهم في جلساته الخاصة التي رافقوه فيها أوالحديث الأبوي الجميل الشفاف الذي كان يتعامل فيه مع كل واحد منهم . بعض من تلك المواقف يرويها ل "الرياض" الشيخ مشعل بن ثامر بن محمد الوجعان أحد شيوخ قبيلة شمر والذي رافق سموه لأكثر من ثلاثة وعشرين عاماً بعدما توفي والده يرحمه الله والذي كان مرافقاً لسمو الأمير سلطان ففوجئ الابن ( مشعل ) على حد تعبيره بالأمير سلطان بن عبدالعزيز يتصل به من خارج المملكة وهو في رحلة علاج خاصة ليعزية في والده ويقول له : أن والدك لم يمت فأنا والدك ووالد إخوانك وإذا احتجتم أي مساعدة فإننا معكم قلباً وقالباً . يقول الشيخ مشعل الوجعان كانت لكلماته يرحمه الله الأثر الكبير في نفسي وعند إخواني وقبيلتنا جميعا ،ويمضي الشيخ مشعل الوجعان بقوله : بدأت في تلك السنوات أحضر مجلس الأمير سلطان بن عبد العزيز وأرافقه في جميع رحلاته مع شيوخ القبائل والعشائر وكان سموه لا يرفض لأحد طلباً لأحد من ( الأخويا) أو مشايخ القبائل والذين دوماً ما يجدون الحرج من أقاربهم للوجاهه بهم عند سموه - يرحمه الله - . يتابع القنوات الفضائية في مجلسه لمساعدة أصحاب الحاجة في الدول الشقيقة ويمضى الوجعان في سرد بعض الذكريات التي عاشها في مجلس الأمير سلطان يرحمه الله ويقول في يوم من الأيام حضر لي بعض الأقارب بحكم مكانتي وحضوري لمجلس الأمير سلطان وقربي منه وكان لديهم مشكلة أن أحد أبنائهم حكم عليه بالقصاص وشرحوا لي قضيتهم وعندما حضرت مجلس سموه كنت متضايقاً ولا أعرف كيف أشرح للأمير عن الموضوع فنظر لي يرحمه الله وقال (وش مضايقك يا مشعل وجهك ما هو عاجبني اليوم ) فقلت ياطويل العمر أن لي أقارب وأنا أحد شيوخ قبيلتي والناس تشره علي لقربي منك ويحضرون لبيتي ويطلبون من الشفاعة لهم وبيتي ( مليان ) من النساء والأطفال ممن لهم حاجة ولي سجناء بحفر الباطن وفي عرعر ولا لي ملجأ إلا الله ثم سلطان بن عبدالعزيز ( فابتسم يرحمه الله ) ، وشرحت له وضع أول قضية لأقارب لي محكوم عليهم بالقصاص في قضية كان فيها خلاف ، فقال سموه - رحمه الله - : " هذا إللي مضايقك" فأمر يحفظه الله بتكوين لجان لتقصي الحقيقة والتحقيق في الموضوع وبعد التثبت من الحقيقة أمر يرحمه الله بإطلاق سراح السجين وتعويضه بمبالغ عن المدة التي قضاها في السجن ظلماً والشخص اليوم حي يرزق وقد تزوج بعد ذلك ورزق بأبناء وهو اليوم وأبناؤه يدعون للأمير سلطان بن عبدالعزيز ليلاً ونهاراً قبل وفاته وبعد وفاته. قدم لي 100 رأس ابل عندما لم أشاركهم الحديث عن صفاتها وعن الأشياء التي كان يخجل من التوسط فيها الشيخ مشعل الوجعان عند الأمير سلطان يرحمة الله يقول كنا كأخويا مع الأمير يرحمه الله يطلب منا الأقارب أحياناً التوسط حتى في السجن في المخالفات المرورية والتي أحيانا لا تصل مدتها لأسبوع ،وعندما نذكر ذلك للأمير يرحمه الله يبتسم ويقول أطلبوا مني أي شيء ولا تخجلوا إذا كان لديكم أناس معسرون وفقراء ويتامي ومرضى أخبروني عن ظروفهم وكان يرحمه الله يدفع لهم بالملايين ويساعد في إعتاق الرقاب وعلاج المرضى وتسديد الديون على المحتاجين ولم يرفض أي طلب لي أو لأي شخص من ( الأخويا) في مجلسه يرحمه الله بل كنا أحيانا ونحن نسير في الطريق يكون هناك بعض المحتاجين ينتظرون خروجه أمام مكتبه أو قصره ويأمر السائق بإيقاف الموكب ويطلب من أحد الأخويا أن يحضر طلب الناس ويأمره بمتابعة قضيته حتى يتم حلها . دعوته لزيارتي في منزلي فطلب مني عدم التكلف والاكتفاء بفنجان قهوة ومن المواقف التي لا ينساها الشيخ مشعل الوجعان موقف الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله معه في علاج أحد أبنائه في عدة دول عربية وفي أمريكا حتى تم شفاؤه بأذن الله ،ويقول مشعل ل "الرياض" كان من المواقف التي لا أنساها شخصياً موقفه معي يرحمه الله عندما علم بأن أحد أبنائي أصيب بمرض عضال فأمر يحفظه الله بعلاجه خارج المملكة على نفقته الخاصة وكان يتابع علاجه في الخارج ويطلب مني الاتصال فيه لتطمينه على صحته وكنت في أمريكا واتصلت على الأمير في وقت متأخر وكنت لا أعرف فارق التوقيت بين المملكة وأمريكا وعندما رد سموه علي خفت وقلت طال عمرك ( عسى ما شر) وش في صوتك حبيت أطمنك على الولد بس ) ،فضحك وقال إننا بعد دقائق سوف نصلي الفجر فأعتذرت له يرحمه الله وقال لا تعتذر فأنا أطلب منك أن تتصل في أي وقت وكان سموه يرحمه الله يطلب من المحيطين به عدم رفض أي اتصال يأتي له مهما كان الوقت وكان أحد الموظفين في يوم من الأيام قد نسى أن يصله بأحد ( الأخويا ) الذي كان يطلب محادثة الأمير يرحمه الله وعندما علم الأمير في اليوم التالي طلب الموظف وحقق معه شخصياً وعندما أخبره الموظف أنه قد نسي ولا يعرف السبب في تلك اللحظة نبه عليه يرحمه الله وألتمس له الأمير سلطان يرحمه الله العذر وقال لا تتكرر منك مثل هذا . مشعل الوجعان وعن ذكريات الأمير يرحمه الله مع أصحابه ( الأخويا ) وكيف يؤنبهم وماذا يغضبه ابتسم الشيخ الوجعان وقال لا أنسى أحد المواقف التي غضب فيها الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله من أحد الأخويا عندما كنا في مجلس ونتبادل الحديث فاختلف يرحمه الله معه ونظر إليه نظرة فقام ( الخوي ) وخرج من المجلس وبعد أيام استدعاه الأمير سلطان يرحمه الله وأرضاه بخمسة ملايين ريال وأشترى له قصراً وأعاده لعمله وحضور المجلس الخاص بسموه ونظر إلينا يرحمه الله مبتسماً وقال ترى ما هو كل من يغلط نبي نرضيه) ، وكان الأمير سلطان يرحمه الله لا يغضب أحداً ولا يشتم أحداً لكن نظرة عتاب من الأمير سلطان لأحد أخوياه تكفي فلا أحد منا يستطيع النظر للأمير سلطان يرحمه الله وهو عاتب على أحد أو متضايق من شيء ما ، أنا شخصياً رافقت الأمير أكثر من ثلاث وعشرين سنه لم أشاهد الأمير يوماً يشتم أحداً من مرافقيه أو يطرد أحداً من مجلسة ويضيف الشيخ الوجعان عن ذكرياته في مرافقته للراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله بقوله كان يرحمه الله دائما ما يوصينا بطاعة الله والحرص على طاعة الوالدين والتراحم الأسري ويقول حافظوا على اجتماعاتكم وترابط قبائلكم وأخوتكم لا تفرطوا فيها فهي مكسب الإنسان بعد الممات . ويعود الشيخ الوجعان لذكر محطة أخرى من محطات سلطان الإنسانية ويقول في جلسات سموه يرحمه الله معنا ( الأخويا) في مجلسة فكان يحادثنا ويمازحنا وكان يتابع القنوات الفضائية والأخبار فما أن يشاهد منظراً مأساوياً لأحد الشعوب إلا ويتأثر يحفظه الله وكان يتابع ما يعرض عن الحالات الإنسانية في الصحف وفي القنوات باستمرار فعندما يلحظ مشهدا مؤثرا يطلب من أحد الأخويا الاتصال بصاحب الحالة حتى وإن كان خارج المملكة من الدول الشقيقة ويطلب توفير المساعدة له سواء بالعلاج أو بالمال حتى بإرسال طائرة خاصة وعلاجه في المملكة، فلقد كان يرحمه الله يعلمنا دائما في جلساته حب الناس ومساعدة الآخرين والعطف عليهم وطاعة الله أولا وأخيراً. الامير سلطان -رحمه الله- يحمل الكمأه «الفقع» وفي محطة أخرى من اهتمامات الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله في حب الإبل والطيور والطبيعة يقول مشعل الوجعان كان يرحمه الله يامزحنا ويقول ( إبل فلان أحسن من إبل فلان ) وكان يضفي على الجو بهجة عندما يجد أحد أصحابه ( الأخويا ) متعكراً أو غير منسجم مع الجلسة ويمازح بنكتة حتى يعطي الجو بهجة ولا ينسى الوجعان تلك الهدية التي أعطاها له الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما أمر له بمائة ناقة من الوضح ، ويذكر الوجعان كنا مرافقين للأمير سلطان يرحمه الله في إحدى رحلاته البرية وكان الحديث ذلك اليوم كله عن الإبل وصفاتها وكنت أنا أجلس في جانب من المجلس ونظر إلي وقال أشوفك يا مشعل ما تشاركنا الحديث عسى ما شر قلت يا طويل العمر أنا ما عندى إلا الذبايح أذبح للضيوف من الغنم ولا أعرف في الإبل شيء ضحك يرحمه الله وقال أشتروا له مائة ناقة من الوضح وقال لا تجي الجلسة الجاية إلا وأنت تتكلم معنا عن الأبل . مشعل الوجعان يتحدث للزميل مناحي الشيباني ويمضى الشيخ الوجعان في سرد ذكريات مجلس الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله ويقول كان يرحمه الله مولعاً بالصيد والطلعات البرية واقتناء الصقور وعشق البادية وعشق الإبل وكان يرحمه الله دائما ما يذكر في حديثه فرسان نجد ومناقب الناس الطيبين كان دائما يحب الشعر العفيف ويرد على الشعراء عندما يخطئون في نقل بيت ليس لصاحبه أو ليس لهم فعندما يذكر شاعر بيت ويقول هذا البيت ياطويل العمر لفلان أو لي ) يرد عليه الأمير سلطان يرحمه الله لا هذا البيت لفلان فيعتذر الشاعر ويصحح البيت وينسبه لصاحبه فالأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله كان مدرسة لنا في كل شيء كان يرغب أن لا يعلن عن أفعال الخير التي يقوم بها عندما يقوم بتسديد الملايين من أجل عتق الرقاب وكفالة الأيتام وعلاج المرضى ويقول إن هذا حق من حقوق المواطنين علينا وهم أمانة في أعناقنا سوف نسأل عنها يوم القيامة فلا تبخلوا على أنفسكم بمساعدتهم ولا تبخلوا علي بمشاركتكم في فعل الخير أرشدوني لكل محتاج لنتشارك في الأجر وكان يرحمه الله لا يرفض دعوة أي شخص من مرافقيه لحضور مناسبة زواج أو دعوة خاصة له لكنه يرحمه كان يرفض التبذير وينصحنا من عدم التبذير وقد قبل دعوتي في يوم من الأيام عندما دعوته لمنزلي لكنه قال فقط ( أبي أشرب فنجال عندك ) وعندما قام سموه بجوله على احدى الهجر قبل أن يصل إلي وكانوا قد أعدوا ولائم له دون علمه ترحيباً فيه يرحمه الله فاتصل بالمحافظ وقال قل لمشعل نبي ( نتغدى عنده ) وكنت قد أعددت له الغداء لكن دون تكلف وهذه كانت رغبته يرحمه الله وتشريفه لي كان يساوي عندي الشيء الكثير يرحمه الله . الملك عبدالله وبجواره الامير سلطان -رحمه الله - في احدى الرحلات البرية وفي نهاية حديثه ل الرياض قال الشيخ مشعل الوجعان إنه لا يسعني في فقيد الوطن الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلا أن أرفع أحر التعازي إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزه وأنعم عليه بالشفاء من العملية التي أجريت له مؤخراً وأرفع أحر التعازي الى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وإخوانه وأبنائه والأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم.، سائلاً المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان . الأمير سلطان - رحمة الله - وبجواره الأمير سلمان