من رياض الفعل، لأفعال سلطان، من الإنسان للإنسان، عاش الشاب علي وقد صدر بحقه وفقا للتقارير والعلاج حكما بنهاية المطاف وأنه لن يتخطى واقعه الأليم. شهر ونيف هو الفارق ما بين حركة علي واسترجاعه بقوة الأمل إلى الحياة شهر ونيف كان فيها والده يهرول في كل اتجاه مستنجدا بهذا وذاك دونما جدوى وفي لحظة سكون مع غال قد يفارق، يخيم على محيطه «مزن سلطان» ويبتل جسده قبل ثيابه «بسيرة وفعل كرم وجود سلطان». كيف السبيل والوصول إلى سيد الخير، وهو في مرضه يعالج في «نيويورك» من سيرفع خطابي، كيف ألتقيه، أسئلة حائرة تلطم بالمخ فتعود من شدة الارتطام إلى قاع المخيخ دون إجابة، لتصله الإجابة من خارج حدوده «صديق»، إنك لا تحتاج للقاء بقدر ما تحتاج أن يعرف سلطان الخير معاناتك. يقول ناصر الدوسري والد «علي» القاطن في المنطقة الشرقية في محافظة الأحساء، أن الاستجابة لطلبي كانت أسرع مما تخيلت فقد أمر الأمير سلطان «يرحمه الله» الذي لم يتوان بالرغم من مرضه بنقل ابني فورا من المستشفى الذي يتلقى العلاج فيه من الظهران وعلى وجه السرعة لألمانيا على حسابه الخاص وتحمل تكاليف النقل والعلاج وفترة التأهيل وجميع المصاريف، وقد أجري له منذ لحظة وصوله ثلاث عمليات جراحية تكللت بالنجاح وبدأ في الاستجابة للعلاج وعاد وزنه خلال فترة بسيطة إلى ما يقارب الوزن الطبيعي. وأردف الدوسري أن التدخل السريع للأمير سلطان «يرحمه الله» في نقل ابني فورا كان عاملا مهما في تحسن الحالة واستقرارها، وما نلمسه بعد العمليات من تحسن يجلعنا مطمئنين أنه سوف يسير وفقا للبرنامج المعد من قبل الأطباء، والمقدر بنحو أربع عمليات أخرى. وتعود تفاصيل نقل «علي» للعلاج في الخارج على نفقة الأمير سلطان «يرحمه الله» بعد أن تعرض لحادث مروري نتج عنه غيبوبة تامة وتلف في بعض خلايا المخ، مما استدعى نقله لعدة مستشفيات داخل المملكة ومكث فيها ستة أشهر وحالته في تدهور إذ وصل وزنه «30» كيلو جرام. يمضي الوقت والحالة في تدهور وحتى أخبره الطبيب المعالج أن أيام ابنه أصبحت معدودة إلا إذا نقل لمركز متقدم خارج المملكة، ولضيق الحالة المالية وارتفاع أسعار النقل الطبي والتي تتجاوز نصف مليون ريال، لجأت بعد الله إلى ملك الخير الأمير سلطان. يقول الدوسري إن سماع خبر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام «يرحمه الله» لم يستوطن في فكري، ففعله باق حتى يرث الله الأرض ومن عليها، رغم أن المصاب كبير، وأنا وابني وعائلتي على وجه الخصوص لا ننسى أبا خالد، ففعله متمثل أمامي فيما أرى من تحسن لابني الذي عاد للحياة، بفضل من الله ثم كرم وإحسان صاحب الجود «تغمده الله بواسع رحمته» على أفعاله الجمة وحالة ابني أحد هذه المواقف الإنسانية.