بدأت بوادر خلافات بين الثوار الليبيين تلوح في الأفق عشية إعلان تحرير ليبيا بالكامل المتوقع في مدينة بنغازي اليوم. ففيما أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل عن إجراء تحقيق حول ملابسات مقتل القذافي، أكد المتحدث باسم المجلس العسكري في مصراتة فتحي باش آغا أنه لن يتم تشريح جثة الزعيم الليبي السابق اليوم (أمس) ولا أي يوم آخر. ولن يفتح أحد جثته. وقال باش آغا إنه يتوقع وصول عبد الحكيم بلحاج قائد المجلس العسكري في طرابلس إلى مصراتة لمعاينة جثة القذافي غداة زيارة جبريل، لكنه لم يعلن عن مجيء عبد الجليل. وبدا رئيس المجلس التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل متشائما، واعتبر في كلمة ألقاها في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الشونة على شاطئ البحر الميت إعادة إعمار ليبيا ليست مهمة سهلة بل هي مهمة مستحيلة لتوم كروز في إشارة إلى الفيلم الأمريكي الذي يحمل العنوان نفسه، موضحا أنه لا بد من استعادة الاستقرار والنظام في البلاد، وجمع الأسلحة من الشوارع. وقال إن الأيام المقبلة تمثل اختبارا حاسما للرجال الجدد الذين يتولون السلطة، مؤكدا أنه سيستقيل بعد سبعة أشهر أمضاها كرئيس للوزراء في المجلس الوطني الانتقالي. وحذر في تصريح على هامش المنتدى من أن الوقت الراهن ليس وقت الاقتتال إذا كان الليبيون يريدون الالتزام بخطة لإجراء أول انتخابات حرة في العام المقبل، مضيفا أن الزعماء مطالبون بالعزيمة في الأيام القليلة المقبلة. وفي هذه الأثناء، ما زال اثنان من أعيان النظام السابق فارين هما صهر القذافي وقائد الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي وابن الزعيم السابق سيف الإسلام. وأعلن مصدر حكومي نيجري أمس أن السنوسي رصد في أقصى شمال النيجر قرب الحدود الليبية. وكانت سرت معلومات متناقضة حول سيف الإسلام من دون تأكيد أي منها. وفيما لا يزال الجدل يدور حول ظروف مقتل القذافي، ظلت جثته معروضة مع جثة ابنه المعتصم في غرفة تبريد في إحدى أسواق ضواحي، وسجيت الجثتان على فرشات قذرة على الأرضية المعدنية الباردة، وبدتا مجمدتين ومصفرتين وآثار الدم المتجمد عليهما. ويقف العشرات في طابور ينتظرون مشاهدتهما. من جهة أخرى، أفصحت صحيفة لوس أنجلس تايمز أمس أن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي قتل الخميس في سرت، أخرج بطريقة سرية من ليبيا أكثر من 200 مليار دولار لاستثمارها في الخارج، أي ضعف المبلغ الذي تحدثت عنه الحكومات الغربية حتى الآن. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين ليبيين كبار لم تكشف عن هوياتهم، أن أعضاء من الإدارة الأمريكية اكتشفوا في الربيع الماضي أن النظام الليبي يمتلك حوالى 37 مليار دولار في حسابات واستثمارات في الولاياتالمتحدة. وسارع المسؤولون الأمريكيون إلى تجميد هذه الأرصدة لمنع مقربين من الزعيم الليبي من تحويلها إلى مكان آخر، كما ذكرت الصحيفة.