طالبت قبيلة القذاذفة الليبية أمس، المجلس الانتقالى الليبي تسليمها جثامين معمر القذافى وأنجاله ليتم دفنهم في مدينة سرت، مؤكدة أحقيتها في تسلم الجثث ودفنها. ولاحقا، أعلن أعضاء في المجلس العسكري في مدينة مصراتة أن جثة القذافي ستدفن في مكان سري؛ تفاديا لتحويل قبره إلى مزار لأنصاره مستقبلاً. وفيما يترقب الليبيون اليوم الأحد إعلان «التحرير الكامل»، أعلن مصدر حكومي نيجري أمس أن الرئيس السابق للمخابرات الليبية عبدالله السنوسي الذي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في حقه مذكرة توقيف، «رصد» في أقصى شمال النيجر. يأتي ذلك، فيما أعرب رئيس الوزراء الليبي المؤقت محمود جبريل أمس عن أمله في إمكانية إجراء انتخابات لاختيار مجلس وطني في ليبيا يصيغ دستورا جديدا ويشكل حكومة مؤقتة خلال ثمانية أشهر. وصدر بيان عن مشايخ وأعيان قبيلة القذاذفة طالبت فيه بتسليمها جثامين معمر القذافى وأنجاله ليتم دفنهم في مدينة سرت. وجاء في البيان «نعلن حقنا في المطالبة بتسليم جثمان ابننا معمر القذافي وجثامين أبنائه لدفنهم في موطنهم في مدينة سرت وفق كل الأعراف والقيم الدينية والإنسانية وندعو المجلس الوطني الانتقالي إلى الاستجابة لهذا الطلب الشرعي». بدوره، أعلن أعضاء في المجلس العسكري في مدينة مصراتة الليبية أن جثة القذافي ستدفن في مكان سري. وأوضح عضو في المجلس العسكري -طالب عدم كشف اسمه- أن رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل أسدى لنا هذه النصيحة عندما جاء يعاين الجثة بعد ظهر الجمعة، وهو ما أكده أعضاء آخرون في المجلس العسكري. وأشار هذا المسؤول إلى أن هذا القرار يرمي إلى تفادي أن يأتي بعض أنصار القذافي في المستقبل للحج على ضريحه، لافتًا إلى أننا سنفعل كما حصل مع ادولف هتلر الديكتاتور النازي الذي اختفت جثته بعد انتحاره في برلين عام 1945. وكان آلاف الأشخاص اصطفوا في طوابير طويلة امتدت مئات الأمتار طوال فترة بعد الظهر عقب صلاة الجمعة لرؤية جثة معمر القذافي المعروضة في مصراتة. إلى ذلك، قال رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل أمس في الأردن إن إعادة إعمار ليبيا «مهمة مستحيلة». وقال جبريل في كلمة في المنتدى الاقنصادي العالمي على شاطئ البحر الميت (50 كلم غرب عمان) إن «إعادة الأعمار في ليبيا ليست مهمة سهلة بل هي مهمة مستحيلة لتوم كروز» في إشارة إلى الفيلم الأمريكي الذي يحمل العنوان نفسه. وأوضح جبريل أنه «مرتاح» بعد مقتل القذافي. وأضاف «أشعر بالارتياح ولدي مشاعر كأنني أولد من جديد، إنها بسيطة على هذا النحو». وشدد جبريل على أنه «لا بد من استعادة الاستقرار والنظام في البلاد، والأمر يتطلب جمع الأسلحة من الشوارع»، مشيرًا إلى أن «هذه ليست عملية سهلة». وقال «نحن بحاجة أيضًا إلى الشروع في عملية مصالحة، وإلا فإننا لا نستطيع أن نفعل أي شيء». وأكد أنه «لابد من إجراء أول انتخابات بعد تحرير البلاد في غضون مدة أقصاها ثمانية أشهر».