• ماذا تقرأ الآن دكتور عبدالله؟ أقرأ رواية «نظافة القاتل» للروائية البلجيكية آميلي نوثومب. • هلا حدثتنا عن أجواء هذه الرواية؟ بطل الرواية كاتب حاصل على جائزة نوبل مصاب بمرض نادر، بقي على موته قرابة شهرين يحاول مجموعة من الصحافيين إخراجه من صمته وهو يقاوم بغرور فيطردهم واحدا إثر الآخر ما عدا صحفية استطاعت بذكائها أن تكمل التحقيق الصحافي معه وتجعله يقر بكل أسراره، هذا هو الخط الرئيس للرواية. • يبدو لي أنك من عشاق الرواية الأجنبية أكثر من العربية؟ نعم صحيح، فبعد أن تقوقعنا على ثقافتنا العربية طويلا وصرنا نلوك ذات الفكر وذات الأفق، أتى وقت الاطلاع بل النهل من الثقافات الأخرى ومعرفة ما يدور في حياتهم خصوصا اليوم أصبحنا نتزاحم مع شعوب الكون في قرية افتراضية صغيرة. • ولكن الرواية العربية حاضرة وبقوة عربيا وبعضها عالميا؟ حاضرة عربيا نعم، لكنها عالميا أشك في ذلك عدا الروايات التي كتبت أصلا بلغة أخرى غير عربية، ووصلت إلى القارئ غير العربي بلغته الأصلية، المشكلة ليست في الإبداع أو الروائي العربي، ولكنها في ضعف الترجمة المحترفة من اللغة العربية. • وكيف ترى المشهد الثقافي محليا بعد طغيان الفن الروائي، وانحسار المد الشعري؟ هي موجة قد لا تطول في حضورها، لكنها ظاهرة صحية بلا جدال، إذ أن أي حراك في مشهدنا الثقافي يعد إضافة بصرف النظر عن جودته من عدمها، إذ التجربة وإخضاعها للنقد الحقيقي والصادق قد ينضجها في وقتها، لكنني لست مع القول بانحسار الشعر، بل دعنا نسميه تبادل أدوار فما كان في المقدمة بالأمس أصبح اليوم تاليا وقد يعود لموقعه غدا. • لعل جائزة نوبل الأخيرة انتصرت للشعر بعد تهميشه.. وأعادته للواجهة الأدبية عالميا؟ لم يكن الشاعر السويدي أول شاعر يحصل على نوبل، لكن منحها للشعر بعد غياب نعم يعتبر خطوة في إعادة ترتيب أوليات الإبداع الثقافي والفكري، مع ملاحظة أن الشعر حاضر في كل زمان في الواجهة الأدبية وحتى الذائقة عالميا. • أخيرا .. حدثنا عن طقوسك القرائية؟ لا طقوس قرائية معينة إنما يحكم الوقت نوع المقروء، ففي النهار القراءات التخصصية أو الجافة إن صح الوصف، أما في الليل حيث الهدوء وسحر الصمت فالرواية والشعر والقصة ثم التحليق عاليا مع الخيال والانفصال عن الواقع.