لجأ عدد من طلاب الصف الأول والثاني الابتدائي في بعض مدارس عسير إلى ابتكار حيل مخادعة بقصد الإفلات من جرعة التطعيم ضد الحصبة التي تم تدشينها قبل أيام في مدارس منطقة عسير، مستخدمين الحيل البريئة التي تخول لهم الغياب عن الحضور إلى المدرسة أو الانصراف قبل موعد اللقاح. معلمي الصفوف الأولى لم تنطل عليهم تلك الحيل، فهم ما أن يحصلو على موافقة أولياء الأمور بإعطاء أبنائهم جرعة التطعيم حتى يبدأون في إقناع الطلاب بأنه لا قلق ولا خوف من وخز الإبرة، مشيرين إلى أن مشاهد الصراخ والبكاء تتكرر في كل عام بسبب هيبة الحقنة. معلم الصف الأول أحمد غانم ذكر أن بعض طلابه بمجرد مشاهدتهم للكادر الطبي حتى يبدأوا في اصطناع الأعذار المرضية، وأضاف: أحدهم قام بادعاء النوم والخمول على الطاولة في وسط الحصة وعند سؤاله عن السبب أفاد بأنه يريد أن ينام ولا يستطيع الصمود جالسا مطالبا معلمه باستدعاء ولي أمره لاصطحابه إلى المنزل لأنه لن يستطع إكمال اليوم الدراسي بسبب إحساسه بنوم شديد وحينما أبلغه المعلم بأن ذلك مستحيل لم يجد متنفسا له سوى ذرف الدموع مستسلما لجرعة التطعيم. سلطان الشهراني معلم ابتدائي أوضح أن اثنين من طلابه ادعيا إصابتهما بمغص شديد حينما أراد الطبيب إعطائهما الجرعة، وهو ماجعله يشك في صحة مرضهما المتزامن والمبني على التقليد من قبل أحدهما للآخر في نفس التوقيت حيث طلبا أن يتم إيصالهما للبيت. وأضاف: وتم تطعيمهما وبعدها سألتهما عن حجم الألم الذي أحسا به فأجابا بابتسامة بريئة بقولهما (لا تؤلم). عدد من أولياء الأمور ذكروا بأنهم اضطروا لإحضار أبنائهم بصعوبة إلى المدرسة بسبب رفضهم الذهاب إليها حينما طالبتهم إدارة المدرسة إحضار كروت التطعيم والتي كانت بمثابة الموافقة لأخذ الجرعة، حيث يروي علي البارقي معاناته مع ابنه محمد طالب الصف الأول الذي رفض الحضور إلى المدرسة بسبب خوفه من حقنة التطعيم، مبينا أنه كان يبكي طوال الليل رافضا ترتيب جدوله اليومي لأنه لا يريد الذهاب إلى المدرسة. منصور الغامدي أرجع سبب خوف ابنه الأصغر من جرعة التطعيم إلى شقيقه الأكبر الذي أوصل إليه معلومات خاطئة عن الحقنة بقصد المزاح، ما جعله يخاف بشدة من ألمها ويلح في الغياب عن المدرسة حتى لا يتأذى منها حسب وصف أخيه. من جانبه أكد المرشد الطلابي محمد بن دعير الشهراني أن خوف الصغار من التطعيم يعد أمرا طبيعيا يتلاشى، مع مرور الوقت وزيادة العمر للطالب، كاشفا أن على الأسرة تثقيف أبنائهم، حيث تلجأ بعض الأسر إلى ترهيب أبنائها عند المشاغبة ومعاقبتهم بالحقنة، وهو ما ولد لدى الطفل خوفا منها يزداد كلما تم تهديده، بل وتساهم في خلق عقدة قد تلزم الطفل حتى في الكبر من الحقن.