أكد سامي أبو زهري القيادي في حركة حماس والمتحدث الرسمي باسم الحركة في غزة، أن صفقة تبادل الأسرى تعتبر إنجازا تاريخيا، رغم بعض الألم لعدم الإفراج عن ستة من كبار الأسرى، مشيرا إلى أن حركة حماس بين خيارين إما الإفراج عن أكثر من ألف أسير بينهم 320 أسيرا من المحكوميات العالية والمؤبدات، أو إفشال الصفقة بسبب التمسك بالإفراج عن القادة الستة. وأوضح في حوار أجرته «عكاظ» أن هذه الصفقة هي الأولى من نوعها، لأنها جرت داخل الوطن، كما أنها شملت جغرافيا كافة مناطق الوطن، بما في ذلك الأراضي المحتلة عام 1948، وفيما يلي نص الحوار: • بعد أكثر من خمسة أعوام على أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، توصلت حركة «حماس» وحكومة إسرائيل إلى إنجاز صفقة تبادل الأسرى.. ما هو تقييمكم لهذه الصفقة ؟ إبرام صفقة تبادل الأسرى التي تضمنت الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني إنجاز تاريخي سينهي أسر مئات الأسرى من ذوي الأحكام العالية ومن بينهم على الأقل 320 أسيرا من المحكومين مدى الحياة إضافة إلى جميع الأسيرات، ولذلك نحن نعتبر هذا انتصارا كبيرا للمقاومة وانتصارا للأسرى ومساهمة في إنهاء هذه المأساة التي يتعرض لها أسرانا داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ونحن هنا لا نتحدث عن مجرد رقم بل نتحدث عن نوعية الأسرى، حيث أن غالبية هؤلاء من ذوي المحكومات العالية، وعلى الأقل هناك أكثر من 300 معتقل محكومين مدى الحياة، هذه الصفقة هي كما أشرت إنجاز تاريخي وتتضمن دلالات غير مسبوقة فهي الصفقة الأولى من نوعها التي تجري داخل الوطن من حيث عملية الاختطاف والاحتجاز والمفاوضة، وهذا لم يحدث في أي صفقة سابقة، حيث أنه من الصعب أن تجري عملية خطف أو احتجاز أسير إسرائيلي داخل الوطن وهذا تم لأول مرة ونجح بحمد الله تعالى في الحفاظ على الأسير الإسرائيلي لأكثر من خمس سنوات، أيضا هذه الصفقة كسرت معايير الاحتلال فيما يتعلق بأسرى القدس والداخل الفلسطيني، هناك عدد لا بأس به من أسرانا من هذه المناطق ولذلك هذه الصفقة جسدت وحدة القضية سياسيا وجغرافيا، سياسيا حيث شملت أسرى من جميع الفصائل الفلسطينية، وجغرافيا حيث شملت جميع المناطق الفلسطينية. • اعتبر مراقبون ومحللون سياسيون أن حركة حماس أبدت ليونة وتنازلت عن بعض مطالبها مثل عدم الإفراج عن كبار القادة، والموافقة على إبعاد العشرات للخارج وقطاع غزة.. ما الذي حدا بحماس لهذه التنازلات؟ نحن لم نتنازل عن شيء، بل حققنا إنجازا كبيرا جدا والاحتلال الإسرائيلي هو الذي تنازل وتراجع، بداية الاحتلال كان يريد أن يفرض أسماء الأسرى بالطريقة التي يريدها، وكان يرفض أن يستلم أي قائمة من حماس، وبدأ يتراجع شيئا فشيئا، وحينما بدأت المفاوضات بشكل جدي كان معظم الأسرى الذين قبل بهم في المرحلة الأولى كان يشترط أن يجري إبعادهم إلى خارج الوطن وحتى مجرد نقلهم إلى غزة كان يرفض ذلك، وهناك تراجع كبير من الاحتلال حيث كان هناك 50 أسما على الأقل كان يطلق عليهم قائمة ال (vip)، وكان يعلن صراحة أنه لا يمكن أن يفرج عن أي شخص من هؤلاء الخمسين، ثم بدأ يتراجع ولم يستثن من الخمسين إلا ستة، وطبعا مع ضمان الإفراج عن نحو 320 محكوما مدى الحياة إضافة إلى أن البقية هم من المحكوميات العالية، ولذلك هناك إنجاز كبير جدا في هذه الصفقة، ونحن بذلنا كل جهد ممكن للوصول إلى أفضل درجة ممكنة، نعم هناك بعض الأمور التي لم نفلح في تحقيقها فهذا صحيح، ولكن كنا أمام خيارين بين أن نبقي الجميع في السجن لسنوات أخرى أو أن تفشل الصفقة أو أن نضمن الإفراج عن مئات الأسرى من ذوي الأحكام العالية وأن نواصل دورنا لتحرير بقية الأسرى في مرحلة أخرى. • كان للوسيط المصري الدور الفعال في إنجاز صفقة تبادل الأسرى.. كيف تقيمون الدور المصري.. وأين الرقم الصحيح في نسبة نجاح الصفقة؟ الدور المصري إيجابي وجيد وكان له فاعلية كبيرة في إنجاح الصفقة والوصول إلى هذه النتائج، المسألة هنا ليست في أرقام النسبة وما نستطيع أن نؤكده أن معظم مطالب الحركة نفذ بشكل مرض وجيد، مع ألمنا أننا لم نستطع أن نضمن الإفراج عن قيادات عسكرية وسياسية معظمهم من قيادات في حماس مثل الأخ عبد الله البرغوثي وعباس السيد وحسن سلامة بالإضافة إلى بعض القيادات السياسية من بعض الفصائل الأخرى مثل أحمد سعدات ومروان البرغوثي، طبعا هذا أمر مؤلم بالنسبة لنا. • ذكرت مصادر صحافية إسرائيلية أن من أهداف إسرائيل من هذه الصفقة توجيه ضربة سياسية للسلطة الفلسطينية والرئيس عباس بعد طلب الحصول على عضوية فلسطين في الأممالمتحدة.. ما هو تعقيبكم على ذلك؟ بغض النظر عن الحسابات الإسرائيلية ما يهمنا هو الحسابات الفلسطينية، هناك آلاف الأسرى يعانون داخل سجون الاحتلال، نحن معنيون بإنهاء معاناتهم وقد نجحنا في تحرير ألف أسير فلسطيني في هذه الصفقة وأعتقد أن هذا إنجاز تاريخي لشعبنا الفلسطيني.