ليس من المهنية الصحفية أن يقتصر أخذ المرئيات والمقترحات والانطباعات والأمنيات حول مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى على أربع نساء فقط يظهرن في كل قناة فضائية ويتكرر ظهورهن وكأنه ليس في البلد إلا أربع نساء، والاحتكار هذا ليس العيب الوحيد فيما يحدث من تحاور حول مشاركة المرأة في مجلس الشورى، فثمة عيب أكبر ولد من رحم العيب الأول ويعكس سطحية واضحة في الطرح حول تلك الخطوة العميقة في مدلولاتها، فالحديث لا يدور للأسف حول القيمة الفعلية لمشاركة المرأة في الشورى بفكرها وهاجسها وتجربتها الثرية ومخزونها العلمي والثقافي، إنما يركز بسطحية ممجوجة على أين ستجلس؟! وبجانب من ستجلس؟! وهل سيكون لها مكان محدد أم أنها سوف تتمتع بحقها، بصرف النظر عن أهمية ومنطقية هذه المشاركة والقبول بها من طرف السواد الأعظم المحافظ من النساء، ناهيك عن شرعيتها، والدولة أيدها الله تشترط التوافق مع الضوابط الشرعية في كل أمر وتم التأكيد على ذلك في كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله التي أعلن من خلالها مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية. مجلس الشورى السعودي تميز بالرزانة والعقلانية في الطرح والواقعية في مناقشة القضايا وتقدير التوجه العام للسواد الأعظم الوسطي من المواطنين ونبذه للشاذ من الفكر والقول والعمل وبذلك بقي شامخا في منأى عن ما يحدث حوله في مجالس مشابهة من فوضى وتناحر وهدم، وكان يفترض بالقنوات الفضائية – لو كانت تهدف للصالح العام – أن تكون أكثر عمقا في طرحها لموضوع مشاركة المرأة، وأن تتيح الفرصة لجميع وجهات النظر وعدم التركيز على وجوه مكررة تتفق في التركيز على قضايا هامشية شكلية تتعلق بمكان وطريقة الجلوس وكيفية الدخول تحت قبة المجلس بدلا من التركيز على لب مشاركة المرأة في تنوير المجلس بوجهة نظر نصف المجتمع بصوتها وتصويتها بصرف النظر عن موقع لاقط الصوت، فالصوت على أي حال يصل عبر مكبرات لا يعينها موقع اللاقط بدليل أن نصف المشاركات الأربع المتكررات في الفضائيات يتحدثن وهن يقمن خارج الوطن. مجلس الشورى السعودي يا سيدات ويا سادة يا كرام بدأ رزينا وواقعيا ينبذ الشاذ من القول، وسيبقى كذلك يعنى بالجوهر لا المظهر وليس في أدنى حاجة لتجمل مصطنع، بمكياج مستورد ونفخ «شفايف وخدود» غير مأمون النتائج. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة