بعد تأكيد وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة، أنّ المرأة هي الأجدر في إدارة قناة “خديجة بنت خويلد” الفضائية، والتي أوصى بها منتدى “واقعية مشاركة المرأة في التنمية الوطنية” في جدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى تقبّل فكرة القناة الجديدة الداعمة للمرأة في المجالات كافة من قبل المجتمع، خصوصًا بعد أن كان للقطاع الخاص دور مهم في النهوض بمشروع الفضائية، لكن سؤالًا آخر يطرح نفسه ما المضمون الإعلامي الذي ستقدمه الفضائية؟ وماذا ستقدم على صعيد التنمية النسائية؟ وما القضايا التي ستركز عليها؟ وهل تعدّ فاتحة لبداية ظاهرة جديدة تدعى القنوات النسائية على الساحة العربية؟ “الرسالة” كالمعتاد فتحت الباب على مصراعيه لمناقشة القضية مع خبراء وأكاديميين مختصين في المجال الإعلامي، وسلطت الضوء على المستقبل الذي سينتظر القناة. أهمية الجهة يبتدئ الدكتور مالك الأحمد الخبير في الشؤون الإعلامية الحديث بالإشارة إلى أنّ الاهتمام بالمرأة مطلب ضروري، لكنّ السؤال المطروح بشكل دائم هو كيف يتم الاهتمام بشؤون المرأة في وسائل الإعلام، ومن الذي سيقوم بحمل هذه الرسالة، ويعتبر الأحمد أنّ المسألة لا تتعلق في إطلاق القناة وحسب، وإنّما تكمن في الكيفية التي تغطي احتياجات المرأة. ويؤكدّ الأحمد أهمية الجهة التي ستطلق القناة، فلا بدّ أنّ لديها سياسات ومعايير تسير عليها، مشددًا على ضرورة أن تتوافق هذه السياسات مع معتقدات وقيم المجتمع، فأحيانًا يتم تقديم مضامين وموضوعات من قبل بعض القنوات لا تراعي مثل هذه الأمور، فتقدّم معالجة إعلامية كالتي يقدّمها الغرب، مشيرًا إلى أنّ المجتمع السعودي لديه معايير محددة تكمن في قيمه وثقافته التي لا بدّ من أن تأخذ بعين الاعتبار. ومن ضمن تلك المعايير التي يشير إليها الأحمد في حديثه، معيار الالتزام بالحجاب الشرعي ما عدا الوجهين والكفين، فلا يجوز أن تخرج المرأة في الإعلام وهي كاشفة لما يجب ستره، إضافة إلى ذلك فإنّ هناك معايير أخرى لا بدّ أن تأخذ بعين الاعتبار بحسب الأحمد وهي قضية المرأة المستضافة في البرامج المقدّمة، حيث لا يقبل أن تستضاف امرأة سافرة أو غير ملتزمة بالحجاب الشرعي، مؤكدًا في نفس السياق أهمية القضايا التي ستناقش في البرامج المطروحة، إذ لا بدّ أن تكون هذه القضايا ضمن اهتمامات المجتمع المحلي وقيمه، ولا تبثّ موضوعات ليس للمجتمع أي دخل فيها، لكن المالك لم يرفض حقيقية الانفتاح الإعلامي الذي يجب على القناة مراعاته ضمن منهج خاص للمرأة. ولم يجد الأحمد أي حرج في مسألة إطلاق القنوات المخصصة، قائلًا: “نحن بحاجة إلى إطلاق قنوات متخصصة في جوانب متعددة”، لكنّ المشكلة تكمن بحسب الأحمد في أنّ الجهات القائمة على الإعلام تفتقد إلى مضمون حقيقي يتناسب مع الصورة الحقيقية لواقع المجتمع المحافظ، فهو يريد أن ينمي المرأة ذهنيًا وعقليًا واجتماعيًا، وليس الاكتفاء فقط في نقل الموضات، وعروض الأزياء. مفاهيم الليبرالية أما الدكتور نبيل حماد مدير قناة “الهدى” الإنجليزية والمدير السابق لقناة “اقرأ”، فيتساءل عن صحة ما إذا كانت القنوات الفضائية النسائية في العالم العربي تعدّ ظاهرة بحد ذاتها، مؤكدًا أنّها لا تعدو أن تكون مجرد فكرة، فإذا كان المراد من ذلك هي القنوات المتخصصة في مجال المرأة، فهذا يعتمد على نوع القنوات وإلى ماذا تهدف، حيث يعتقد حماد أنّ مثل هذه القنوات عبارة عن حملة لبث مفاهيم الليبرالية وبما يسمى بتصحيح المسار. ويرى حماد أنّ مثل هذه القنوات لا تخدم المنطقة العربية، حيث تشهد موجة من الغزو الفكري وتحديدًا من أبناء جلدتها للخروج عن أنماط الدين، لكنّ حمادّ بدا أنّه ليس ضد ظاهرة القنوات النسائية شريطة أن تقدم رسالة إيجابية عن المرأة المسلمة ونموذجًا حسن عنها. ويؤكدّ حماد أنّ أي قناة إذا أرادت أن تنشأ فلا بد أن تعتمد على عدة عوامل، أولها الدعم المادي، وثانيها الخلفية الفكرية ومن يقف خلف القناة، وهل هي مدعومة من أشخاص يريدون الخير للمرأة المسلمة، مشيرًا في نفس الوقت إلى قناة “خديجة بنت خويلد”، حيث يصف حماد هذا المسمى بالكلمة الكبيرة والرائعة، الذي لا بد من أن الارتقاء به وتقديم ما يليق بهذا المسمى. ويؤكدّ حماد أنّ قناة “خديجة” والتي من المزمع أن تنطلق في الشهور المقبلة تعدّ إفرازًا لفكرة الملتقى الاقتصادي الذي عقد مؤخرًا، حيث تفاوتت الآراء حول ذلك الملتقى ما بين مؤيد ومعارض له، موضحًا أنّه يرحّب بأي قناة تختص في شؤون المرأة المسلمة التي تعكس روح الوسطية والبعيدة عن التطرف والغلو في فهمها لأمور دينها. إلاّ أنّ حماد لم يبد أي استحسان لأي جهة ترغب في إنشاء قنوات متخصصة في شؤون المرأة، وذلك بناء على تجربته الشخصية في مجال إدارة القنوات، مؤكدًا أنّه في السابق كنا نردد مقولة أنّ الغرب يريد إفساد أبنائنا من خلال قنواته الموجّهة، والآن نرى أنّ العالم العربي هو من يفسد أبناءه بنفسه، فهناك الكثير من القنوات الحكومية بحسب قول حماد تعمل على نشر الفساد أربعًا وعشرين ساعة، مشيرًا في نفس الوقت إلى أنّ نسبة القنوات العلمية لا تتجاوز 7%، فيما لا تتعدى نسبة القنوات الثقافية في الفضاء العربي ال 2%. أجندات خاصة من جهته فقد تفهّم الدكتور محمد الحضيف، الكاتب والإعلامي، مبدئيًا إنشاء قناة مختصّة في شؤون الأسرة، إلاّ أنّه رفض في نفس الوقت إطلاق مسمى “خديجة” على القناة، معتبرًا أنّه من المفترض ألا تكون نشأة القناة خاضعة ضمن أجندات خاصة لدى البعض، فالمرأة بحسب رؤيته طالبة وعالمة وربة منزل في نفس الوقت، من الأجدر بنا أن ننأى بها عن المآرب الشخصية. ويعتقد الحضيف أنّ إطلاق مسمى “خديجة” على القناة يفتح سؤالًا مهمًا وهو: من هم القائمون على القناة، وما أهدافهم وأجندتهم من وراء هذه التسمية؟ مستغربًا مما يردده البعض بالقول: إنّ المرأة العربية تحتاج إلى نظرة تصحيحية من قبل مجتمعها، حيث يؤكدّ الحضيف أنّه ضد توظيف الأسماء في العملية الإعلامية من أجل تمرير مشروعات وأجندات شخصية، لكنّه في نفس الوقت لا يجد أي مانع من إنشاء قنوات فضائية ذات طابع نسائي فهو مع حرية التعبير شريطة ألا تؤدي إلى التزييف والتلبيس على الناس. ويوضح الحضيف أنّ القناة الجديدة لو لم تسمِ باسم “خديجة بنت خويلد” لما أحدثت الصخب الإعلامي الكبير الذي صاحب الإعلان عن إطلاقها، فالقضية بالدرجة الأولى على حد قوله مرتبطة بالاسم، منوهًا الى أنّ مثل هذا الأمر لا يرضي الله ولا رسوله، حيث انّ اسم “خديجة” هو بمثابة مشترك يجمع جميع المسلمين على مختلف توجهاتهم ومشاربهم. وحول مستقبل تلك القناة يرى الحضيف أنّ القناة لن يحالفها النجاح ولن يكون لها مستقبل، مرجعًا ذلك إلى فشل تجربة الأدب النسائي في السعودية. لكنّ الحضيف يؤكدّ أنّ القناة إذا ما أرادت لنفسها النجاح فعليها التركيز على المشتركات بين كل أطياف المجتمع المسلم، إضافة إلى أهمية ابتعاد القناة عن خدمة أجندة شخصية، والنأي بنفسها عن أن تكون مسيسة، ويضيف الحضيف قائلًا: “يجب أن تركز القناة على أخلاق ومكانة المرأة، وليس عرض شواهد شاذة من التاريخ مثل أن يقال انّ المرأة كانت تخدم المقاتلين في ساحة المعركة، حيث يصبح مثل هذا الشاهد نظرية يتم الاعتماد عليها وتبرير كثير من الأمور التي تختص بالمرأة”. خطوة جبارة وفي نفس السياق يؤكدّ الدكتور عمار عبدالغني المستشار والخبير الإعلامي أنّ المرأة قد أثبتت من بعيد أنّها قادرة على تقديم الكثير لمجتمعها، فقد ذكر القرآن لنا نماذج عديدة ساهمت في خدمة ونهضة وتقدّم البشرية، ونشر عقيدة التوحيد وفكر الوسطية للناس مثل: بلقيس، وزوجة فرعون وأم موسى ومريم عليهم السلام جميعًا. ويصف عبدالغني ظاهرة إنشاء القنوات النسائية بالجبارة ولكنّها جاءت متأخرة، حيث إنّه في مجتمعاتنا العربية غالبًا ما تأتي خطواتنا للعلاج فقط، ولا نفكر بالمبادرة، الأمر الذي جعل عبدالغني يتساءل في الوقت نفسه، لماذا لا نستبق الحدث، اليوم نجد هذه الخطوة الجديرة متأخرة لأنّها جاءت للإصلاح، بينما قلما نجد أي بادرة للمبادرة ونشر الوعي. وعن مدى تقبّل المجتمع السعودي المحافظ لقبول فكرة القناة، يعتبر عبدالغني أنّ الإعلام وللأسف، يحيد بعض الوقت عن هدفه وهو نشر الحقائق فتراه مرة ينشر الأكاذيب والشائعات والمرجفات من الأخبار المرعبة، فيشكل عبئًا على الناس ومصدر تخويف لهم، فالإعلام على حد قول عبدالغني من شأنه وواجبه أن يكون مرآة لمجتمعه، والصخب بأي شكل كان، سواء كان إعلاميًا أو غيره، هو غير مبرر وغير سائغ. ويرى عبدالغني أنّ المجتمع السعودي بوسعه أن يتقبل أكثر من هذه الفكرة، ولكن لم تعط له الهيكلية والنموذج الجيّد، فهو يرى نماذج إعلامية ومشروعات إعلامية سيئة فيحكم على الجميع، لكن إن قدم له أنموذج موافق للشريعة الغراء وضوابط الإعلام الملتزم فإنّه بالتأكيد سيغير رأيه بالإيجاب وسيعرف تمامًا ان التعميم مرفوض وأن أصابع الكف في اليد الواحدة ليست واحدة. ويعتقد عبدالغني أنّ العمل الإعلامي له شقان، الشق الإداري وشقّ المحتوى “الفكري”، فالأول كفيل بأن يبدو بأحسن حلّة وأجود إنتاج لأنّ الخبرة في المملكة طويلة وقادرة، ولكن يبقى شق المحتوى الفكري، والذي يرى عبدالغني من الضرورة العمل على مراعاة بثّ الحياة للمرأة وما يسعدها، وتجنّب بث المآسي والآلام حيث إنّ المرأة أشدّ ما تكون عاطفة، لذا فإنّه وبحسب رؤية عبدالغني يجب استخدام العاطفة في بناء الحياة بما يرضى الله ثمّ المجتمع في الدنيا والآخرة. ويختتم عبدالغني حديثه بدعوة الجهات الإعلامية الأخرى لإطلاق قنوات تعنى بالعنصر النسائي، مشيرًا إلى أنّ الرجال هم الأكثر مشاهدة لها، وهذا يرجع إلى أنّهم يريدون التعرف على عالم المرأة، فالرجال اليوم يعانون الأمرين في معرفة طبائع وحاجات ومتطلبات النساء، فلم لا نشّجع على مثل هذا الأمر إذا كانت القناة تسهم في تنوير مجتمع النساء والرجال معًا. تعزيز مكانة المرأة بدوره يعتبر الدكتور فريد أبو ضهير الأكاديمي والخبير الإعلامي ظاهرة القنوات المتعلقة بقضايا النساء هي ظاهرة مهمة، وتأتي في سياق تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، وتفعيل دورها، للوصول إلى مجتمع أكثر تقدمًا وتطورًا، من شأنها تحسين الأوضاع الاجتماعية والتنموية، منوها الى أنّ قضايا المرأة تشغل الناس، وهي من القضايا التي يدور فيها الحديث في كل مجلس، نظرًا لأهميتها، ولمجالات التفاوت والخلاف في وجهات النظر فيها، ومن هنا يخلص أبو ضهير قوله في التأكيد على أنّ الإعلام هو انعكاس لواقع المجتمع، وهو صدى ما يدور فيه من أحاديث، فمثل هذه الفضائيات من المؤكدّ بحسب أبو ضهير أنّها تسهم في معالجة هذه الأمور، وفي إعلاء الصوت للحق فيما يتعلق بنظرة الإسلام للمرأة، وفي الرؤية الصحيحة لمعالجة قضاياها في المجتمع. ويرى أبو ضهير أنّ مثل هذه القناة مهمة، وبخاصة للمجتمع السعودي، الذي يحتاج من وجهة نظره إلى إبراز ما يدور فيه من حوارات متعلقة بالمرأة، وبخاصة في ظل ثورة الفضائيات التي أبرزت المرأة بشكل غير لائق، مهيبًا بالقناة أنّّه من المهم معالجة قضايا المرأة من الجوانب كافة، وبخاصة الرؤية الإسلامية، والعمل على طرح قضايا المرأة في السعودية وفي العالم العربي بشفافية ووضوح، وبصراحة تامة، تحقيقًا للأهداف المنشودة للرؤية الإسلامية. ويضيف أبو ضهير قائلًا: “من المهم أن تكون هذه الفضائية بعيدة عن الأساليب التقليدية في عرض قضايا المرأة، أي أسلوب المحاضرة والندوة والخطاب المباشر، فلا بد على حد قوله من البحث عن قوالب فنية مميزة تجذب المشاهد، وتقدّم له كل جديد، وكل ما يمكن أن يشهد منافسة للبرامج مع الفضائيات الأخرى. وحول مدى تقبّل المجتمع السعودي المحافظ نوعًا للقبول بهذه الفضائية يردّ أبو ضهير مؤكدًا أنّ المجتمع السعودي سيتقبل هذه القناة، لأنّه مجتمع واع، ومطلع على فضاءات واسعة من القنوات المتعددة، ويرى بأم عينه أنّ الصوت السعودي الإسلامي يجب أن يكون له حضور بين القنوات الكثيرة التي تمتلئ بها الأقمار الصناعية، مشيرًا في نفس السياق إلى أنّ الصخب الإعلامي الحاصل بشأن القناة لا مبرر له، مع أنّه مفهوم، حيث انّ مثل هذه الفضائية تمثّل تطورًا جديدًا، وتغييرًا عن المألوف في داخل المجتمع المحافظ. كما يشدد أبو ضهير على أهمية أن تكون الفضائية الجديد موجهة لكل الناس، وذلك من خلال إشباع حاجة الأسرة بتنوّع أفرادها، مقترحًا أن يكون لها اسم مختلف يتناسب مع العصر، مع كل تقديره واحترامه لتسمية سيدتنا خديجة رضي الله عنها، فالعالم اليوم على حد تعبير أبو ضهير يموج بالأفكار العصرية التي تجذب الشباب والناس بشكل عام، وتكون مدخلًا لتوصيل الأفكار، وعلى أثر ذلك فإنّ أبو ضهير يهيب بالقناة للعمل على اختيار اسم يتناسب مع المضمون من جهة، ومع تطور العصر من جهة أخرى، مستشهدًا بنمط قناة “فور شباب” والتي شعارها “حنغيّر”. وينهي أبو ضهير حديثه، بالتأكيد على أنّ هناك حاجة ملحّة لمثل هذه القنوات في ظل وجود مئات القنوات التي تمتهن المرأة وتتعامل معها كسلعة، ولا تعالج قضاياها بجدية، وبما يحترم مكانتها وكرامتها في المجتمع. فكلّما كثرت الأصوات البناءة والإيجابية، كلما تركت أثرًا أكبر وأوسع على الجمهور. تطورّ تخصصي من جهته يعتقد الدكتور محمد جميعان، الأكاديمي والباحث في شؤون حقوق الإنسان أنّ مثل هذا النوع من الفضائيات يشكّل تطورًا تخصصيًا ونوعيًا في مجال الإعلام والذي يحفزّ المرأة نحو مشاركة أوسع وأعمق في الحياة العامة في مجالات متعددة مثل: التنمية الوطنية بكل أشكالها لا سيما في مجتمعاتنا التي تضع قيودًا على مجالات كثيرة يمكن أن تشارك بها المرأة في المجتمع، منوهًا الى أنهّ لا بد من استشارات ودراسات مستفيضة في مجالات كثيرة تخدم المرأة لا سيما أنّها تعدّ تجربةً جديدةً في مجتمعاتنا ولا ينفع فيها طرح أفكار متناثرة قد لا تخدم الهدف أو مضامين غير قوية تقدّم عبر هذه القناة. وعن مدى تقبّل المجتمع السعودي للقناة يؤكدّ جميعان أنّ كل جديد له معارضون كثر في المجتمع حتى وإن شكليًا أو تنظيميًا، فما بالك إذا كان ذلك يمس تحولًا وتطورًا يخص نصف المجتمع، لذلك يرى جميعان أنّه من الطبيعي أن تحدث مثل هذه الردود ولا بأس بها فهي تشكل دعايةً لهذه القنوات. ويهيب جميعان بالقائمين على القناة المذكورة، أن يتجنّبوا مسألة طرح الأفكار المتناثرة، منوهًا الى أنّ طرح الأفكار المتناثرة لا يخدم مثل هذا العمل الكبير بهذا المستوى، حيث يقترح جميعان أن يتم استضافة رجال متخصصين في مجال الإعلام للحديث حول موضوعات المرأة، مبررًا ذلك في أنّه يعمل على كسر الحواجز النفسية بين الرجل والمرأة، ومنها تقديم شهادات من هؤلاء الخبراء تجاه قدرات المرأة وإمكانياتها. ************************** القاضي: ستعمل على بثّ برامج تتعلق بنواحي التجميل وعروض الأزياء من جانبه يرى الأستاذ حمد القاضي، عضو مجلس الشورى، ورئيس تحرير المجلة العربية سابقًا، أنّ وجود قنوات مرئية أو مسموعة مختصة بشريحة معينة مثل النساء هذا بدوره يجعل المشاهد يتوجه إلى الجوانب التي يميل إليها والتي تدخل ضمن اهتماماته، ويعبّر القاضي عن سعادته لبداية قيام قنوات نسائية كقناة خديجة بنت خويلد، والتي تعدّ من أوائل القنوات السعودية التي تتوجه نحو المرأة خصوصًا وللأسرة عمومًا، ونظرًا لأنّ المرأة هي عماد الأسرة فلا بد على أثره كما يقول القاضي من تسليط الضوء على حياتها والتوعية بمعرفة حقوقها والقيام بواجباتها. ويأمل القاضي من القائمات على القناة الجديدة، التركيز على القضايا التي تخصّ الأسرة من جانب، وشؤون المرأة من جانب آخر، سواء كان الأمر متعلقًا بالشأن الديني والاجتماعي، أو الثقافي، والاقتصادي، لأجل تحقيق رسالتها وتأثيرها في الجمهور، حيث يتوقع القاضي إقبالًا مميزًا على تلك القناة سواء كان ذلك من قبل النساء أو الرجال على حد سواء، ويتوقع القاضي أن يتم بث برامج تتعلق في احتياجات المرأة في المجتمع، وتحفيزها على المطالبة بحقوقها سواء ما يتعلق بالنواحي المعنوية أو الشكلية، بمعنى أنّ القناة ستعمل ضمن أمرين، الأول:بثّ برامج تتعلق بنواحي التجميل وعروض الأزياء، والثاني فإنّها ستعمل في نفس الوقت على تقديم موضوعات تثري عقل المرأة وتنمي من ثقافتها.