الحج فريضة عظيمة جعلها الله لجمع كلمة المسلمين باختلاف أجناسهم وألوانهم وهو تمثيل لوحدة العالم الإسلامي وقوته، ومن أظلم ما يكون في الحج أن يتخذ من أجل الاعتداء على الناس وتحويله من وحدة في الكلمة إلى تفرق وتشرذم، فقد توعد الله من يرد الإلحاد بظلم بالعقاب الأليم، قال تعالى «ومن يرد فيها بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم»، ومن الظلم ما تقوم به بعض الجهات المندسة بين المسلمين بإثارة القلاقل وإظهار المطالب السياسية أو المظاهرات أو الاعتصامات أو أي صورة من الصور التي تكون بعيدة عن مناسك الحج الواردة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم القائل «خذوا عني مناسكم»، فالمناسك مشروعة ومحددة من قبل الخالق واستغلال هذا الموسم من أجل إشعال الخلافات السياسية أو نقل النزاعات من بلادهم أمر مرفوض في الشريعة. وهذا ونحن نسمع بين الفترة والأخرى وجود دول تريد المساس بأمن الحجاج ونظامهم واستقرارهم وإفساد هذا الموسم ونشر الرعب والخوف بين الحجيج لكن الله حافظ أمته ودينه رغم كيد الكائدين، فهولاء يمثلون أجندة خاصة بهم وهم أعداء للأمة الإسلامية، ويجب أن يكون المسلمون على حذر ووعي من أولئك حتى يتمكن الحجيج من أداء هذا المنسك بكل يسر وأمانة. وجهود المملكة مشكورة في توفير ما يحتاج إليه الحجيج من الأمن والأمان وتسهيل أداء المناسك أمر تشكر عليه حكومة خادم الحرمين الشريفين، والواجب على جميع الدول الإسلامية أن تساند أشقاءها في المملكة من أجل تحقيق الأمن والأمان وأداء نسك الحج كل عام بيسر وأمن وأمان وخشوع كما أرادها الله وحتى لايشمت أعداء الأمة بالمسلمين ويكون سببا في بث الفتنة بين الناس ومن يريد الفتنة فالأولى أن يبقى في بلاده ولا يأتي لبلاد الحرمين لينغص على المسلمين أداء شعيرتهم. عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت