انباؤكم - د . سعد بن عبد القادر القويعي من حقنا كسعوديين , أن نفرح ونفاخر بتحذير - سمو الأمير - نايف بن عبد العزيز - قبل أيام - , لكل من ينوي العبث بأمن الحج والحجيج , أيا كانت جنسيته . وأن السعودية لن تسمح بأي حال من الأحوال , ابتداع أي شيء ليس ركنا مطلوبا في أداء مناسك الحج . ومن يخالف ذلك , فسيواجه بالصرامة الملائمة للفعل , وسيكون عرضة للعقاب . ورغم الحشد الإعلامي العدائي للسعودية قبل بداية مناسك الحج , والذي كان كعود ثقاب ألقاه النظام الإيراني على وقود الفتنة النائمة , فإننا نجد تصريح - سمو الأمير – نايف بن عبدالعزيز , والذي لم يتجاوز أربع وثلاثين دقيقة بين سؤال وجواب , تؤكد على أن مناسك الحج لن تكون مسرحا لتصفية الحسابات السياسية , من خلال مظاهرات صاخبة , ودعاوى باطلة , ومسيرات براءة من المشركين , وتحويل فريضة وعبادة دينية إلى فريضة وعبادة سياسية . لقد بات واضحا , أن الحج عبادة محضة من أعظم شعائر الإسلام , وهو أحد أركانه الخمسة . – وبالتالي - فإن تنظيم مظاهرات , أو رفع شعارات سياسية , بهدف تحقيق مآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج التي فرضها الله , يعد فتنة كبرى تمزق وحدة الأمة . حين قرأت قول الله – تعالى - في سورة الحج : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " . تيقنت أن المقصود بالإلحاد , هو : المخالفات الشرعية . فأصل الإلحاد في اللغة , هو : الميل إلى معصية الله - تعالى - ومخالفة شرعه ، قال الطبري : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم " , يعني : أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك . وقال القرطبي : والمعاصي تضاعف بمكة كما تضاعف الحسنات ، فتكون المعصية معصيتين ، إحداهما : بنفس المخالفة ، والثانية : بإسقاط حرمة البلد الحرام ، وهكذا الأشهر الحرم سواء ، وقد روى أبو داود عن يعلى بن أمية أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه " . وهو قول عمر بن الخطاب ، والعموم يأتي على هذا كله . فطافت بي الذاكرة إلى الثالث من ذي الحجة , عام 1406ه , حين نجحت الجمارك السعودية في مطار - الملك - عبدالعزيز الدولي بجدة , في إحباط محاولة لتهريب " 51" كيلوجرام من مادة " C4 " الشديدة الانفجار , و التي عثر عليها بحوزة الحجاج الإيرانيين , الذين قدموا على متن الرحلة رقم " 3169 " من أصفهان . كما طافت بي الذاكرة إلى سيناريو حج عام 1407ه , حين جرت محاولات ضخمة لتصدير الفتنة والإرهاب والتفرقة والعنف والكراهية في موسم الحج لإفساده , وتعكير أمن صفو الحجيج , بواسطة رعاع وعناصر لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة . أو ليس ما سبق ذكره من أعمال إرهابية , يعد من أعظم الإلحاد في بيت الله الحرام ؟ . عاما بعد عام , تلهج الألسنة بالدعاء , وتوجيه الشكر للجهود التي تبذلها الحكومة السعودية في تأمين أمن ملايين الحجيج , وتوفير كافة الخدمات الأمنية والصحية لهم , مما يستلزم التأكيد على حق السعودية في اتخاذ كافة التدابير , للحيلولة دون تكرار مثل هذه الحوادث , ومنع أية إساءة لحرمة بيت الله الحرام , ورفض أية أعمال شغب في الأماكن المقدسة , وكل ما يمس أمن وسلامة وسيادة السعودية . [email protected]