وصف ل «عكاظ» عدد من أعضاء هيئة كبار العلماء تصريحات الإيرانيين بشأن إثارة الفتنة في الحج بأنها من قبيل الإلحاد في شعائر الله المنهي عنه بنص صريح من القرآن، مؤكدين أن هذا العمل يندرج ضمن الخطط التي يحيكها الأعداء ضد المسلمين. وشدد عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ على أن الحج شعيرة عظيمة يؤديها المسلم ابتغاء وجه الله خالصة من شوائب الدنيا وشهواتها سواء كانت مادية أو غير ذلك من التي يجمح إليها الإنسان فيأتي المسلم لا يريد فسوقا ولا إفسادا في الأرض ولا إلحادا، إنما يريد أن يلقى الله بعمل صالح يدخله في رحمته ويغفر له بها ذنوبه. وأكد آل الشيخ على ضرورة استشعار الحاج لقول الله تعالى: «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم» وكذلك «فمن حج البيت فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، مبينا أن العلماء فسروا معنى الفسوق بالمعاصي ومن أعظمها إثارة الفتنة وإحداث الفرقة بين المسلمين والجدال الذي يدعو إلى الشر والتنازع والاختلاف، حيث يكون بذلك عدم تعظيم هذا الزمان والشعيرة، وقد تحرج الصحابة من البيع في الحج وهو مباح أصلا خشية من أن يلهيهم ذلك عن ذكر الله فكيف بإثارة الفتنة التي هي محرمة في كل الأوقات؟، وقد أنزل الله تعالى «ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم». وأضاف «الواجب على المسلمين أن يسعوا إلى كل ما فيه الاختلاف والائتلاف لا أن يسعوا إلى إثارة الفتنة والخلاف والشقاق، لأن هذا مما يفرح به أعداؤهم ولا يكون به نصرة لدين الله ولا جمعا لكلمة عباد الله المؤمنين في ذلك المكان أو غيره». وقال آل الشيخ: «على مر العصور توافر المسلمون على تجريد مناسك الحج من أي صراع أو نزاع فرغم ما مر على الأمة من فتن ومحن إلا أنهم يستشعرون ويتذكرون في ذلك الزمان والمكان عظم الموقف والمشعر فلا يحدثون ما فيه معصية لله وينأون بأنفسهم أن يكونوا سببا في إثارة الفتنة في ذلك الموطن». من جانبه استنكر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور يعقوب الباحسين استغلال فريضة الحج في مناكفات باطلة وقال: «لا ينبغي أن يستغل الحج لأغراض سياسية وإثارة الفتن، وقد جعلها الله تعالى ليألف الناس بعضهم بعضا ويتآخوا ويتمسكوا بثوابت الشريعة لا أن يثيروا الأمور التي تسيء إلى جمهور الحجاج والناس الذين لا يرتضون التصرفات الشائنة الخارجة عما تقتضيه ثوابت الشريعة». إلى ذلك أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور قيس آل الشيخ مبارك أن تحويل الحج إلى مناسبة للتهجم على الكفار والتشفي بما قد يصيبهم من بلاء أو ينزل عليهم من عقاب يناقض هدي النبي صلى الله عليه وسلم.