الأمن في الأوطان والصحة في الأبدان نعمتان لا يدركهما سوى من افتقدهما، والعبرة ماثلة اليوم أمامنا بما يحدث في بعض دول الجوار ممن يتخطفهم الطير من حولنا، وتلك عبرة لمن أراد أن يعتبر. فنحمد الله تعالى على أن من وأفاء علينا بنعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام. ولا شك أن الأمن العام هو البوتقة الدؤوب عملها، ذات العينين الساهرتين اليقظتين، والحس الإنساني النبيل والحدس البصير المتوقد، حيث يضطلع بأمانة ومسؤولية ومهمات وقاية المواطن وحماية الوطن، وحيث لا يخفى على الجميع ما يتكبد من أجله كل جهاز أمني في هذا المرفق المهم من العطاء والعمل المخلص، ما يوجب الدعاء له ولمنسوبيه جميعا بالتوفيق والسداد، مع الإشادة بدوره الإنساني والأجهزة الأخرى المساندة للأمن الداخلي كالحرس الوطني. الأمن العام بكل جهاز أمني فيه، يعمل من أجل أن يكون الوطن هادئا آمنا، فكل مشاريعه المنبثقة من نتائج عمله على مستوى الأمن، وسلوك الأفراد، وأنظمة السير والمرور والقضايا الفردية، وحفظ حقوق الناس والسهر على أمنهم، وتحديث وتطوير الأداء بما يواكب روح العصر ومستجداته، حيث كان آخرها مشروع افتتاح إدارة حقوق الإنسان في الأمن العام لتكون نواة مستقبلية في كل مراكز الشرطة في المملكة، كل ذلك يأتي مناسبا لحاجات المعالجة الفاعلة بالقدر الذي تحمله برامجه وخططه الموفقة إن شاء الله تعالى. ولعل ما يبذله الأمير اليقظ دوما محمد بن نايف في متابعة هذا العمل الإنساني النبيل يستحق تخصيصه بالتقدير والدعاء، هذا الأمير النبيل الجاد والحكيم الذي كاد يكون فداء لموقعه، وحساسية دوره، وعزيمة صبره، موطن تقدير كبير من الجميع، يذكر دوما فيشكر، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله سبحانه، وفقه الله والعاملين معه لكل خير وسداد، وأعانهم على تحقيق الأمن للوطن وللمواطن، فتحية شكر وتقدير لمن يجعل الوطن ومواطنيه همه الأول والأخير. ولا يفوتني ذكر أنموذجا جيدا للعاملين المخلصين في هذا المجال الأمني، ألا وهو مدير شرطة الرياض الذي يعمل بإخلاص وتفان، حيث نلمس كمواطنين ذلك من خلال انحسار ظاهرة سرقات السيارات التي كانت تقلق الجميع، كما نلمس تطوير العمل المستمر من خلال أنسنة الإجراءات بتأسيس قسم خاص لخدمة الحالات الإنسانية، وكذلك تأسيس خط ساخن لتلقي الملاحظات والمقترحات والتواصل من خلاله مع المراجعين لمديرية شرطة الرياض. د. ممدوح بن محمد الشمري مستشار للتنمية الإنسانية