الأنسنة هي فكر إنساني يؤمن بفضائل الإنسان التي وهبها له الله سبحانه وتعالى.. كما يؤمن في حق الإنسان بالكرامة والحرية والعدل والمساواة والمعرفة الإنسانية وممارسة حقوقه وواجباته بكل مسؤولية فكرية وتوفير جميع وسائل التربية الإنسانية لجعل الحياة أفضل.. والسعي لتعزيز النزعة الإنسانية بمفهومها الواسع.. تلك النزعة التي تتضمن النظرة الإنسانية إلى المجتمع الذي تنتشر فيه مظاهر الحق والخير والجمال والتسامح والمحبة والسلام والقيم الإنسانية النبيلة والمثل العليا للإنسان الذي كرمه الله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم». ويرى البعض أن مصطلح أنسنة المأخوذ من (إنسانية) من المفاهيم الغريبة أو المستوردة، التي ليس لها سابقة في لغتنا، ليكون لها لاحقة في أدبياتنا.. لذلك لا يحبذون استخدامها، لظنهم أنها كلمة قادمة من ثقافة الغرب بينما هذا اللفظ بذات المعنى عرفه العرب والمسلمون قبل الغرب. حيث أن لفظ (إنسانية) هي حسب مصادر اللغة، تعني المروءة.. والمروءة من الأخلاق الإسلامية السامية. وفي هذا السياق فإن مملكة الإنسانية، أو بلد الإنسانية، تعني مملكة المروءة. وفي عصرنا الراهن تتبنى الدول المتقدمة مفاهيم الأنسنة في دساتيرها وبرامجها ومناهجها المحلية.. كما توفر وسائل المعرفة الإنسانية والتفاعل المبدع مع جميع الثقافات العالمية.. ومد جسور التواصل والحوار مع المجتمعات الإنسانية. ومن نماذج الأنسنة تجربة أمانة مدينة الرياض في مجال أنسنة الأمكنة من خلال برامجها السنوية ومهرجاناتها الموسمية الهادفة لإدخال الفرح والسعادة على نفوس الناس.. والتخطيط نحو أنسنة المدينة وتحفيز التوجه الإنساني والاجتماعي والثقافي.. والإسهام في تعزيز البعد الإنساني وتحقيق مفهوم.. مدن إنسانية صديقة للجميع. كما تجدر الإشادة بالمبادرة الإنسانية لخادم الحرمين الشريفين للحوار بين الثقافات والحضارات كمثال متميز للأنسنة على المستوى العالمي.. حيث تهدف المبادرة إلى تعزيز العلاقات الإنسانية والحوار والتعاون والتسامح والاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب.. من أجل عالم تسوده الأنسنة والكرامة والأمن والسلام. د. ممدوح بن محمد الشمري مستشار للتنمية الإنسانية