أحدث أصحاب الرافعات العديد من الحفريات العميقة في وادي الجفالية شمال مدينة سميراء، لبيع الرمل المستخرج لمقاولي البناء. وفيما يحرص التجار على الربح المادي فقط دون سواه، تخوف العديد من سكان المدينة من تحول تلك الحفريات إلى مستنقعات ومواقع لتجمع المياه خصوصا خلال هطول الأمطار الغزيرة، مطالبين الجهات المعنية بتتبع أولئك المتجاوزين وإلزامهم على ردم الحفريات التي استحدثوها لخطورتها على السكان المجاورين للوادي. يقول إبراهيم عبدالله الجلعود «تنتشر في وادي الجفالية الواقع شمال المدينة عدد كبير من الحفريات ذات المساحات والأعماق المختلفة أحدثتها الرافعات بغرض جلب الرمل (البطحاء) لبيعه على مقاولي البناء، وتظل تلك الحفريات جافة طوال العام لا تشكل خطورة مباشرة على السكان، إلا أنها سرعان ما تتحول خلال هطول الأمطار إلى برك ومستنقعات خطرة على كل من يقترب منها فضلا عن تهديدها للصحة العامة وتلويثها للمنطقة المجاورة للوادي. وأضاف أن بقاء تلك الحفريات على حالها حتى الآن دون إيجاد الحل المناسب لها سيعرض العديدين للغرق في مستنقعات مياه الأمطار، مطالباً الجهات المعنية بالعمل على ردم هذه الحفريات قبل موسم هطول الأمطار حتى لا يتعرض أحد الأهالي أو الأطفال للأذى والمكروه. ويرى حمد عبدالرحمن الشبرمي، أن موسم هطول الأمطار الغزيرة وتجمع مياهها في تلك الحفر هي بداية موسم حصاد أرواح الأبرياء لا سيما من الأطفال. وأضاف نظراً لعمق الحفريات فإنها ستظل مليئة بمياه الأمطار لعدة شهور قبل أن تجف جراء حرارة الشمس، مشيرا إلى أن أعماق بعض الحفريات يتجاوز الثلاث أمتار وجوانبها ذات حواف شديدة الانحدار، ما يعني الإصابة البالغة أو الوفاة لأي شخص يسقط داخلها خصوصا خلال هطول الأمطار. وطالب الجهات المختصة بسرعة ردم هذه الحفريات قبل محاسبة المتسببين فيها خصوصاً المقاولين وأصحاب المنشآت الذين تجاهلوا خطر هذه الحفر على سلامة الأطفال، محملا البلدية والدفاع المدني مسؤولية الأضرار المترتبة على بقاء هذه الحفريات في الوادي على حالها. ويعتبر محمد هويدي الشملاني، أن الحل المناسب للحد من خطر هذه الحفريات هو بوضع سياج حديدي عليها أو وضع لوحات إرشادية تحذر السائقين والعابرين والمتنزهين من خطورتها البالغه عليهم. وأضاف يجب على فرق البلدية الميدانية والدفاع المدني التجول في مختلف أنحاء الوادي في أوقات مختلفة للقبض على أصحاب الرافعات الذين يحفرون في بطن الوادي بشكل عميق وخطر. مطالباً بإيقاع عقوبات على أصحاب الرافعات الذين يعملون في حفر الوادي من خلال القبض عليهم وإجبارهم على ردم الحفر التي تسببوا بها. من جانبه، أوضح مدير مركز الدفاع المدني في مدينة سميراء الرقيب سليمان غانم الجليدي، أنه تم تشكيل لجنة من الدفاع المدني ومركز الإمارة، لحصر جميع الحفريات والآبار المكشوفة في مختلف المواقع تمهيداً لرفع تقرير عنها إلى الجهات ذات الاختصاص في حائل لمعالجتها.