لأن الموقف العقلاني يعتمد الاعتدال في الرأي، والنسبية في الأحكام، تاركا لنفسه مجالا لتفهم الدواعي والأسباب، بشر الأمير نايف بن عبد العزيز (الرجل الأول للأمن) بأن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية «عازمة على إنشاء أقسام لفتياتنا، الراغبات في الدراسة في الأمور التي لها علاقة بالأمن، وبكل ما يتعلق بأمن المجتمع، وأخلاقياته» (صحيفة الحياة، 23 رجب 1432ه، ص 2). أستطيع أن أجمل ما سبق في عبارة واحدة: التدقيق في الأمور، والإحاطة بتلابيب الموضوع، والنظر إليه من زوايا مختلفة، يوصل إلى أكبر قدر من الحقيقة، وأكبر قدر من الصواب. ظلت السعوديات محرومات من الإسهام في أمن مجتمعهن، وفيه ما فيه من الأمراض والعلل التي تمس أمنه: مخدرات، وإرهاب، وتطرف، وعنف، وفساد، واختراق أمني وثقافي، فلم يستبعد السعوديات من حقل الأمن ؟ وإلى متى يظللن متأخرات عن غيرهن من المجتمعات المجاورة ؟ الإجابة: كان هناك موقف معارض، هو الموقف نفسه عندما بدأ تعليم البنات، موقف كبلهن عن أن ينتقين سلاح الأمن والأمان، لمجتمعهن، ولأنفسهن، ولرصيفاتهن.. هنا لا بد من الإقرار بأن الثوابت تعالج الأخطاء، بوصفها نتيجة لا سببا، فالحيف الذي تعرضت له المرأة السعودية في الماضي، لا ينبغي أن يكون في عصر: العولمة بكل ما فيها من خير وشر، وحقوق الإنسان، والمشاركة الاجتماعية والسياسية في بناء الوطن، وقوانين العلم، ولغة الانفتاح المتزن على ثقافات العصر، ووسائل إعلام عقلانية في مناخ فكري عقلاني، يصنعه التعليم وترعاه الثقافة. كثير من الأبواب أغلقت في وجوه المرأة السعودية، أخطرها باب الأمن، تصنعه المعاهد، والكليات، والجامعات، والعقل، والتربية الوطنية، ووثوقية القوانين العلمية، وقد أحدث إغلاقه أمامها انشطارا خطيرا في المجتمع ككل، لا يسمح بإضاعة الوقت في الأماني والتمنيات، بل في التنقل بضعة أمتار كي تحصل على معلومة أمنية، يحوز عليها شقيقها الرجل، ويترتب عليها رصيد من: الوعي، والثقافة، وتحليل الوضعية الأمنية لمجتمعها. مكافحة الإرهاب والمخدرات والعنف والفساد، تحتاج لسعوديات واعيات متعلمات مؤهلات، العلم في عقولهن، وهو أداة اتصالهن بالخطوط الأمامية للأمن. BADR8440&YAHOO.COM فاكس: 01454385 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة