دخلت المعارك في مدينة سرت، بين الثوار الليبيين والموالين لمعمر القذافي أمس، مرحلتها الأخيرة إذ تحاول قوات النظام الجديد السيطرة على آخر الأحياء التي ما زالت في أيدي قوات القذافي بعد شهر من الحصار الدامي. وأعلن المجلس الوطني الانتقالي، الذي أطاح بنظام القذافي، أنه يتوقع سقوط سرت بالكامل بين أيدي مقاتليه لإعلان «التحرير الكامل» لليبيا، ما سيمهد الطريق أمام تشكيل حكومة مهمتها إدارة مرحلة انتقالية إلى حين إجراء انتخابات عامة، في حين يحاول الثوار السيطرة على معقل رئيسي آخر له هو مدينة بني وليد التي يأملون أن تسقط فور سقوط سرت. وبين أن الثوار تمكنوا أمس من الوصول إلى وسط سرت وأخذوا في تمشيط الشوارع الواحد تلو الآخر ،والمنازل الواحد تلو الآخر، مؤكدا سيطرتهم على 90 في المائة من سرت، ملمحا إلى أنهم استولوا على مقر قيادة الشرطة في وسط المدينة. بدوره، توقع عضو المجلس الانتقالي موسى الكوني أن معمر القذافي ربما يكون مختبئا في منطقة نائية غير مأهولة تحيط بها الجبال في محاولة لإحباط مساعي الإمساك به. وفي السياق ذاته، أعرب قائد الحملة الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على لبيبا الجنرال الأمريكي رالف جوديس الثاني عن تفاجؤ الحلف من الشراسة والتصميم التي يظهرها الموالون للعقيد معمر القذافي في مدينتي سرت وبني وليد. وقال جوديس في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت أمس: «من المثير جدا كم هم مصممون وشرسون، فوجئنا جميعنا من تماسك القوات الموالية للقذافي، وفي هذه المرحلة لا يرون سبيلا للخروج».