سرت، ا ف ب، يبدو أن السيطرة على سرت أصعب مما كان يتوقعه مقاتلو النظام الليبي الجديد الذين ما زالوا يواجهون مقاومة عنيفة من آخر الجنود الموالين لمعمر القذافي دون أن يتمكنوا من طردهم من معاقلهم الاخيرة. تجمع مقاتلو المجلس الانتقالي في المقر العام لشرطة سرت حيث تراجعوا بعد انسحابهم كيلومترين الى الوراء في وجه رد قوات القذافي العنيف. تبدي قوات القذافي المتحصنة في حي الدولار و"الحي رقم 2" الراقيين شمال غرب المدينة، مقاومة شرسة غير متوقعة تعطل تقدم مقاتلي المجلس الانتقالي الذين كانوا يأملون السيطرة على كامل مدينة سرت خلال بضعة ايام. وينتظر المجلس الانتقالي سقوط سرت 36 كلم شرق طرابلس لإعلان "تحرير البلاد بالكامل" وإستئناف مباحثاته لتشكيل حكومة توكل اليها إدارة المرحلة الانتقالية. وصرح القائد ناصر المغصبي من كتيبة("شهداء ليبيا الحرة) " إستعملنا المدافع لقصف الحيين" وإن "الوضع اليوم هو ذاته، اننا نحاصر الحيين". من جانبه اوضح الطبيب يوسف البدري "حاولنا الاقتراب من الحي الذي ما زالت المعارك مستمرة فيه لكن فريق مستكشفينا إضطر الى التراجع بسبب القناصة المتربصين حول الحي". وأفاد مراسل فرانس برس ان اغلبية قوات المجلس الوطني الانتقالي في شرق الحيين تجمعوا في مقر الشرطة. وبينما تستعد ثلاث دبابات لقصف مركز القيادة العسكرية رمز النظام السابق، قال احد المقاتلين عبد السلام الفرجاني "ننتظر الاوامر وستنتهي معركة سرت قريبا، لكن الحرب في ليبيا لن نتهي الا بالقبض على القذافي". وقال القائد في قوات المجلس الانتقالي فيصل برنقو الخميس ان 500 مقاتل موال للقذافي ما زالوا يقاتلون في سرت في الحيين 1 و2 على ساحل المتوسط. وكلما ضاق الخناق على المدينة تعرض مقاتلو المجلس الانتقالي لقصف قوات القذافي وكذلك لنيران صديقة. وقالت مصادر طبية ان اربعة من تلك القوات قتلوا وجرح اربعون معظمهم بنيران صديقة ورصاص قناصة القذافي المتربصين. واضافة الى سرت تطوق قوات المجلس الانتقالي بني وليد وهي ايضا من معاقل قوات القذافي (170 كلم جنوب غرب طرابلس) حيث اصاب قصف الحلف الاطلسي الخميس اربعة آليات عسكرية ومنصة اطلاق قذائف. ونفى قائد اللجنة المحلية للمجلس الانتقالي في بني وليد الحاج مبارك الفتنني الخميس ان تكون اكبر كتائبه تقهقرت ثلاثين كلم موضحا ان المعارك متوقفة لاعداد هجوم جديد على مقاتلي القذافي ال1500 الذين ما زالوا في بني وليد. وفي الاثناء ما زالت السلطات الليبية الجديدة تبحث عن معمر القذافي الفار منذ 23 آب(اغسطس) تاريخ سقوط طرابلس بعد ان حكم البلاد 42 سنة، وابنيه المعتصم وسيف الاسلام الذين قال المقاتلون ان الاول في سرت والثاني في بني وليد. وفي طرابلس اكد المجلس الانتقالي ان القاء اعتقال الزعيم السابق "مسألة وقت فقط" لكنه تساءل ما اذا كان الاعلان عن اسر المعتصم، الذي تم نفيه بعد ذلك، مجرد تضليل اعلامي. وقال عبد الرحمن بوسين الناطق العسكري باسم المجلس الانتقالي "قد تكون استراتيجية تتمثل في بث الاشاعات ليعم الغموض وتمكينه من الفرار من سرت" حيث يتوقع المقاتلون ان يكون مختبئا. واكد وحيد بوشان رئيس المجلس المحلي في الغريان في جبال نفوسة غرب البلاد "انها حيل عهدناها منهم". واضاف "بالنسبة لسيف الاسلام مثلا لقد بثوا صورا يظهر فيها مع رجال يرتدون زي الثوار، لطالما استعمل نظام القذافي هذه الاساليب".