انتقد نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة ورئيس اللجنة فهد الشريع مكاتب العمل في طريقة عملها مع شركات النقل البري، مؤكدا أن أغلب الشركات قدمت ملفات متكاملة عن عدد الوظائف المطلوب سعودتها منذ شهرين تقريبا، مضيفا أن مكاتب العمل لاتزال ترفض إعطاء خطابات تفيد بعدم توفر الوظائف، مشيرا إلى أن شركات النقل البري نظمت خلال الأشهر الماضية حملات إعلانية في وسائل الإعلام لتوظيف الشباب السعودي، بيد أن الشركات لم تتلق ردود فعل إيجابية. وقال إن أكثر من 90 في المائة من شركات النقل البري في المملكة لاتزال ضمن النطاق الأحمر؛ نظرا لعدم قدرتها على توفير النسبة المقررة للسعودة (10 في المائة)، مرجعا ذلك لعدم قبول الشباب السعودي في العمل في مجال النقل البري، خصوصا أن هذه المهنة من المهن الشاقة التي تتطلب سفرا متواصلا لأيام عديدة، فالشركات ملتزمة بعقود مع المصانع وغيرها لنقل البضائع مما يفرض على السائق التنقل بصورة دائمة بين مناطق المملكة والبقاء في الطرقات لفترة طويلة، مؤكدا أن شركته وظفت شابين سعوديين خلال الفترة الماضية، إذ لم يستمرا أكثر من أسبوعين وتركا الشاحنات دون تقديم الاستقالة. وأكد أن قطاع النقل البري من القطاعات التي تصعب سعودتها؛ نظرا لعدم توفر الشباب السعودي الراغب في العمل في هذه المهنة، فالشباب السعودي يبحث عن العمل السهل وغير الشاق، وليس أدل على ذلك من الأرقام التي كشفها برنامج « حافز»، حيث وصل عدد طالبي العمل 1,5 مليون. وأشار إلى أن شركات النقل البري عقدت اجتماعا خلال الفترة الماضية لتدارس الخيارات المطروحة؛ بهدف التوصل إلى نتائج إيجابية للخروج من المأزق الذي فرضه برنامج نطاقات على الشركات السعودية، مبينا أن المشكلة لا تكمن فقط في ندرة العمالة السعودة وإنما في غياب التأهيل المطلوب، فمهنة السياقة تتطلب مهارات عالية للتعامل مع الطرق، خصوصا أن هذه المهنة تتعامل مع أرواح الناس. واعتبر بحث بعض الشركات عن سعوديين من ذوي الاحتياجات الخاصة لرفع النسبة المطلوبة وتجاوز النطاق الأحمر أمرا غير مقبول على الإطلاق، فالعملية ليست الالتفاف على القانون بقدر البحث عن كوادر بشرية قادرة على العمل بالشكل المطلوب. وأكد أن بعض الشركات عرضت على الشباب السعودي رواتب مجزية تصل إلى أربعة وخمسة آلاف ريال للعمل في مجال السياقة، بيد أن تلك العروض فشلت في استقطاب الشباب السعودي، مضيفا أن متوسط راتب العمال الأجنبي 2 2,5 ألف ريال، مبينا أن الشباب السعودي يفضل العمل في الأماكن القريبة من السكن والابتعاد عن الأعمال التي تتطلب سفرا لساعات طويلة. ويشار إلى أن عدد شاحنات النقل الثقيل في المملكة يتجاوز 100 ألف شاحنة، تسهم في نقل البضائع المختلفة بين أنحاء المملكة.