القاهرة - مكتب الجزيرة - واشنطن - وكالات - على فراج : عاد الهدوء الحذر لمنطقة كورنيش النيل بوسط القاهرة حيث مقر التليفزيون المصري صباح أمس بعد ليلة دامية أسفرت عن سقوط 36 قتيل وإصابة 350 شخصاً غالبيتهم من جنود الشرطة والقوات المسلحة، فيما كثفت قوات الجيش والشرطة من تواجدها الأمني أمام مبنى مجلس الوزراء ومبنى البرلمان وكذلك أمام البنوك والمنشآت الحكومية الحيوية، وقالت مصادر مصرية إن تحقيقات مكثفة تجريها الأجهزة المختصة للوقوف على حقيقة تلك لأحداث المؤسفة التي وقعت عندما تحولت مظاهرة سلمية لشباب أقباط كانوا يحتجون على هدم كنيسة في محافظة أسوانجنوب مصر، إلى أحداث دامية. وفرضت السلطات المصرية حظر تجول في وسط القاهرة على ما اعلن التلفزيون الحكومي. واشار التلفزيون المصري على شريطه الاخباري الى فرض حظر للتجول بين الساعة الثانية صباحا والسابعة صباحا في منطقة كورنيش ماسبيرو حتى ميدان العباسية. وكانت الاشتباكات اندلعت في ماسبيرو امام مقر التلفزيون الحكومي في وسط المدينة. ويقع ميدان العباسية الى الشرق قرب الكنيسة القبطية الرئيسية في القاهرة. الى ذلك دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد الحكومة المصرية امس إلى سرعة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق. وأكد المجلس الذي أذاع التلفزيون المصري لقطات لاجتماعه امس على «استمراره في تحمل المسؤولية الوطنية والحفاظ على مقدرات الشعب ومكتسباته بعد ثورة 25 يناير وتنفيذ خارطة الطريق التي التزم بها» لحين تسليم السلطة إلى مدنيين بعد أن اتهم نشطاء المجلس باستخدام وسائل عنيفة لتفرقة مسيحيين كانوا يحتجون على هجوم على كنيسة في صعيد مصر. من جهته أكد المستشار محمد الجندي وزير العدل المصري أن النيابة العسكرية ستتولى التحقيق في أحداث ماسبيرو الدامية، وقال وزير العدل إن الأحداث التي وقعت أمام ماسبيرو كانت في مسرح للقوات المسلحة، وبالتالي فإن النيابة العسكرية هي الجهة منوط بها التحقيق، مؤكدًا في هذا الصدد تقديم المتورطين في وقوع هذه الأحداث إلى المحاكم العسكرية وليست المدنية، وذلك وفقا للقانون رقم 25 لسنة 1966 والخاص بالأحكام العسكرية وأشار الجندي إلى أن قرار المشير حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعدم إحالة المدنيين إلى محاكم عسكرية، لن يسري على تلك الأحداث، وذلك لاستخدام المتورطين فيها الأسلحة النارية ضد أفراد القوات المسلحة والمدنيين العزل وأكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري أننا في مصر لن نستسلم للمؤامرة الدنيئة التي تستهدف مصر وشعبها ودعا شرف كل أبناء مصر للتماسك والوحدة للتصدي للمؤامرة الدنيئة التي تستهدف الوطن وكل أبنائها, مشيرا إلى أن مصر مرت بساعات عصيبة وأحداث عنف غير مبررة وأكد وزير الإعلام المصري أسامه هيكل أنه لا توجد معلومات أكيدة من أن المعتدين على جنود الجيش من المسيحيين، خاصة أن منطقة ماسبيرو حيث مبنى الإذاعة والتليفزيون تشهد منذ بدء الثورة العديد من المظاهرات من مختلف الفئات والتى من ضمنها متظاهرين مسيحيين، وأوضح هيكل أن هناك أيدي خارجية وراء ما يحدث، مضيفا إن هذه الأحداث كان لابد من التعامل معها بطريقة مختلفة. كان المتظاهرون قد قاموا برشق رجال الجيش والشرطة المكلفين بحماية مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالحجارة وإحراق سيارة تابعة للجيش وعدد من السيارات الملاكى وقطع طريق الكورنيش بعد أن نظم حوالى 10 آلاف مسيحى مسيرة من منطقة شبرا شمال القاهرة إلى وسط القاهرة للمطالبة بإقالة محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد، ومدير أمن أسوان اللواء أحمد ضيف صقر على خلفية أحداث قرية المارنياب بمركز إدفو في أسوان. سياسيا اعلن البيت الابيض امس الاثنين ان الرئيس باراك اوباما ابدى «قلقه العميق» حيال اعمال العنف الطائفية الدامية التي وقعت الاحد في مصر، داعيا كل الاطراف الى «ضبط النفس». وقال جاي كارني المتحدث باسم اوباما «في وقت يحدد المصريون مستقبلهم، لا تزال الولاياتالمتحدة تعتقد انه ينبغي احترام حقوق الاقليات وبينهم الاقباط، وانه من حق جميع الناس التظاهر سلميا وممارسة ديانتهم بحرية». وتابع ان «هذه الاحداث الماسوية ينبغي الا تمنع اجراء الانتخابات في موعدها والاستمرار في عملية انتقالية نحو الديموقراطية تكون سلمية وعادلة».