في 4 سبتمبر كتبت مقالا بعنوان «نساء الثورات»، أشرت فيه ضمن من تحدثت عنهن إلى الصحافية والناشطة الحقوقية اليمنية «توكل كرمان»، وقلت إنها حضرت بقوة في ساحة التغيير ولعبت دورا تنظيميا قياديا، وظهرت في وسائل الإعلام بشكل يجبر على الاحترام، وهي تعبر عن مطالب الشعب بلغة سياسية احترافية راقية.. حينذاك لم يكن لأحد أن يتخيل أو يتوقع أن جائزة نوبل ستهبط في اليمن وترتبط باسم توكل كرمان كأول امرأة عربية تحظى بهذا التكريم العالمي بكل ما له من رمزية. كان النظام اليمني قد اختطف توكل واعتقلها وامتهن كرامتها، وها هي أرقى جائزة عالمية تمنح لها، فيا للمفارقة حين تهان في وطنك ويكرمك الآخرون.. أظن، وبعض الظن ليس إثما ولا جنونا، أن الرئيس علي عبدالله صالح كانت لديه فرصة ليكون مرشحا لهذه الجائزة لو كان تنازل عن الحكم في بداية المطالبة بالتغيير لأنه سيكون أول رئيس عربي يستجيب لمطالب الشعب ويترك الكرسي، وهذا تصرف غير مسبوق في تاريخنا العربي الحديث، لكنه أي الرئيس صالح أصر على أن تذهب الجائزة لمن يستحقها بالفعل، ولا أدري كيف هي شعور أفراد الأمن الذين اختطفوها ذات مساء وأودعوها السجن. تقول توكل بعد فوزها بالجائزة إنها انتصار للثورة اليمنية وسلميتها، واعتراف من المجتمع الدولي بها وحتمية انتصارها، وإنها أيضا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء، وقالت كان يفترض أن تمنح للشعب اليمني المرابط في الساحات، الذي لن يستسلم حتى ينال حقوقه، وفي ختام تصريحها أهدت الجائزة لكل نشطاء الربيع العربي.. الأنظمة التي تواجه ثورات الشعوب أعملت ولا زالت آلة القتل العنيفة بحق كل المطالبين بالحرية والكرامة والعيش الآمن في أوطانهم، واتهمتهم بالخيانة والعمالة وتبني المؤامرات الأجنبية، وأخشى أن يخرج علينا «عبده الجندي» نائب وزير الإعلام اليمني ليقول إن جائزة نوبل للسلام هي جزء من المؤامرة على الشرعية الدستورية للنظام. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة