أعلى وادي رنية يعيش أهالي مركز الجعبة التابع لمحافظة بيشة في معزل عن المشاريع والخدمات البلدية الأساسية التي تتوافر في العديد من قرى ومراكز منطقة بيشة. وبالرغم من التقاء مناطق مكةالمكرمةوعسيروالباحة في مركز الجعبة، إلا أن ذلك لم يشفع للأهالي بتحقيق طموحاتهم البسيطة التي لا تختلف كثيرا عن واقعهم. يقول سعيد مبارك الأكلبي نائب قبيلة الأعامشة «لم يحصل مركز الجعبة على نصيبه من المشاريع والخدمات البلدية، فالشوارع بحاجة إلى تنفيذ مشاريع للسفلتة والرصف والإنارة، وزيادة عدد مساراتها بما يتناسب مع ازدياد عدد السكان، كما يحتاج السوق الشعبي الذي يقام كل يوم جمعة إلى إنشاء مظلات ومرافق خدمية وإحاطته بسياج لتنظيم العمل فيه». وأضاف يتطلع الأهالي لتخصيص ساحة لاحتفالاتهم الشعبية والعامة، مشيرا إلى اعتماد مكتب للخدمات البلدية في مركز الجعبة، ولكنه لم ير النور حتى الآن وبقي الاعتماد حبرا على ورق رغم حاجة المركز وقراه للخدمات البلدية. وطالب باعتماد مخططات سكنية في الجعبة وتوزيعها على الأهالي الذين هم بحاجة ماسة للمنح في مخططات منظمة. ويرى عايض بن سالم الجنيبي أن موقع مركز الجعبة الاستراتيجي يفرض تنفيذ مشروع لازدواجية الطريق العام المتجه إلى الباحة والمنطقة الغربية غربا، وباتجاه بيشة شرقا، فالطريق يشهد حركة مرورية كثيفة، مشيرا إلى أن وادي الجعبة الذي يمر من خلاله الطريق يحتاج إلى جسر، حيث تتوقف الحركة المرورية عند هطول الأمطار وجريان السيول، ما يمنع الطلاب من الوصول إلى مدارسهم ويعوق الموظفين من الذهاب لأعمالهم. وأضاف «تقدم الأهالي بالعديد من الطلبات لوزارة النقل لإنشاء جسر على الوادي مع توسعة الطريق، لكن لم تنفذ طلباتهم حتى الآن». ويطالب مسفر المزيدي الجهات المعنية بافتتاح مركزين للدفاع المدني والهلال الأحمر في الجعبة، لارتفاع نسبة الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق الرابط بين بيشةوالباحة مرورا بالجعبة، ويعتبر أن توفير الخدمات الإسعافية من أهم مطالب الأهالي، خاصة وأن الطريق العام يشتهر بمنحنياته الخطرة ومساراته الضيقة التي تسببت في وقوع العديد من الحوادث المرورية المأساوية. وأشار إلى أن عدم وجود مركز للهلال الأحمر في الجعبة أو في موقع مجاور لها ساهم في خسارة الكثير من مصابي الحوادث المروية الذين كان بالإمكان إنقاذهم. ويقترح عامر الأكلبي افتتاح وحدة للثروة الحيوانية والزراعية، خاصة وأن مركز الجعبة زراعي ويهتم سكانه بالثروة الحيوانية، مطالبا بإنشاء وحدة متخصصة لرش المزروعات بالمبيدات الحشرية لحمايتها من الآفات، خاصة في مواسم إنتاج التمور التي تشتهر بها مزارع الجعبة، وكذلك للمساهمة في تطعيم المواشي. محمد عايض الأكلبي يقول: مع زيادة عدد سكان المركز يجب على مديرية الشؤون الصحية العمل بشكل عاجل وجاد على تطوير مركز الرعاية الصحية ودعمه بالكوادر الطبية والفنية والتمريضية المؤهلة والتي باستطاعتها تقديم خدمات طبية وصحية مميزة للمرضى والمراجعين تغنيهم عن السفر إلى تبالة أو بيشة لمراجعة الأطباء. وأضاف: تقع الجعبة على طريق حيوي تكثر فيه الحوادث المرورية، وتقديرا لذلك يجب أن يكون مركز صحي الجعبة مدعما بكافة الأجهزة الطبية الحديثة. وتخوف سعيد مبارك راجح من إنشاء سد خرساني على وادي رنية المار بالجعبة من قبل وزارة المياه، معتبراً أن تنفيذ هذا المشروع يهدد الثروة الزراعية في أكثر من خمسمائة مزرعة تنتج مختلف أنواع المزروعات وخاصة النخيل، كونها تعتمد في الري على الآبار السطحية التي يغذيها سيل وادي رنية. وأضاف أن السد سيتسبب في جفاف المزارع التي تمتد من العبلاء جنوبا وحتى محافظة رنية شمالا، كما أنه يعد خطرا يهدد كذلك سكان العبلاء نتيجة ارتداد مياه هذا الوادي العملاق لمركز العبلاء وقراه. من جانبه، أكد رئيس مركز الجعبة فهد بن محمد الشبوي، رفع مطالب واحتياجات أهالي القرية إلى الجهات المعنية لتوفيرها بما يحقق تطلعات الأهالي ويساهم في تنمية المركز، مشيرا إلى أن الجعبة بحاجة إلى تنفيذ مشاريع سفلتة وإنارة وازدواجية الطريق العام وافتتاح مركزين للدفاع المدني والهلال الأحمر. وأضاف حاجة مركز الجعبة للخدمات أصبحت أكبر في الوقت الراهن، حيث ساهم الطريق الذي يربط بيشة بمنطقة الباحة والمنطقة الغربية في تحول الجعبة لنقطة مرور الشاحنات التجارية وقوافل الحجاج والمعتمرين والسياح القادمين من المنطقة الغربية إلى عسير والعكس.