وسط غياب الجهات المختصة، وبقائها في موقف المتفرج، بدأت التعديات العشوائية تنتشر كالسرطان في مخططين سكنيين في مركز الجنينة (بوابة بيشة الشمالية) ما أدى لتشويههما، خصوصا بعد أن أصبحا مكبين للنفايات، مع افتقارهما للخدمات البلدية، رغم حاجة الأرامل والأيتام والفقراء لمساكن فيهما، فيما أتلف الجفاف مزارع عديدة كان غالبية أهالي الجنينة يعتمدون عليها كمصدر أساسي للدخل. وفيما أكد ل «عكاظ» رئيس بلدية النقيع المهندس حسن مضواح القحطاني اهتمام البلدية بمركز الجنينة وإعدادها لدراسات منذ العام الماضي لخدمته وقراه ومخططاته بالسفلتة والإنارة وتطوير السوق الشعبية، أبدى الأهالي استياءهم من غياب الخدمات البلدية في مخططين سكنيين اعتمدا أخيرا لتوفير مساكن لهم، وطالبوا بدعم المركز الصحي، افتتاح محكمة ومستشفى، سفلتة المخططين السكنيين، تخصيص مقابر جديدة وإنشاء جسر على وادي بيشة لربط مركزهم ببقية القرى. الثروة الحيوانية بلا بيطرة يعتمد معظم السكان على الزراعة والثروة الحيوانية، وعندما كانت الزراعة في أوج ازدهارها كانت أحوالهم المعيشية مطمئنة، إلا أن الجفاف الذي ضرب أجزاء كبيرة من بيشة قضى على كثير من مزارع الجنينة، ففقد الأهالي جانبا مهما في حياتهم هو الزراعة، ولم تبق لهم إلا الثروة الحيوانية من أغنام وإبل تحتاج لأعلاف بمبالغ كبيرة تفوق طاقة الأهالي. وتحسر محمد عبيد السعدي على ما أتلفه الجفاف من مزارع وحيوانات، وقال «يعتمد دخل المواطن على هذين المصدرين ومرتبات وظيفية لقلة من السكان، ويعتب السعدي على أصحاب المزارع الجافة لتركها دون تسوير، ليستغلها كثير من السكان لرمي النفايات فيها بطريقة تشوهها»، مناشدا السكان التعاون في مجال النظافة في ظل غياب خدمات البلدية، واستغرب موقف الزراعة من الثروة الحيوانية في الجنينة بقوله «توقعنا مبادرة الزراعة بافتتاح وحدة بيطرية في مركزنا تقديرا لحجم الثروة، لكنها خذلتنا، وتأخرت كثيرا في هذا الجانب، ما أرهق ملاك المواشي بسبب تعرضها لأمراض، حيث يضطر ملاكها لنقلها إلى بيشة أو تركها تواجه النفوق. افتتاح مستشفى أضاف طريق الرياض الجديد الذي يمر شرقي الجنينة، أعباء إضافية على المركز الصحي رغم تواضع إمكانياته، وافتقاده للكثير من الكوادر الإدارية، الطبية، التمريضية والفنية، ولا تتوفر به إلا سيارة إسعاف واحدة معطلة دائما ولا تفي بالغرض، وأكد سعود بن فلاح أن هذه الظروف مجتمعة جعلت كثيرا من السكان يسافرون إلى بيشة للعلاج حتى في أبسط الحالات لقناعتهم بضعف إمكانات المركز في الجنينة، ما يحتم على وزارة الصحة تطوير المركز ودعمه حتى يتمكن من تقديم الخدمات الصحية المطلوبة للسكان، بما في ذلك تغطية حوادث الطرق وفي مقدمتها طريق الرياض الجديد الذي يربط الجنينةببيشة، لافتا إلى أن تطلعات الأهالي في هذا الجانب تتركز في افتتاح مستشفى أسوة بمراكز مماثلة. تدني الخدمات البلدية أهالي الجنينة مستاءون من تدني مستوى خدمات البلدية، يرون أن جهود البلدية مركزة في جهات غربي الوادي، بينما بقي مركزهم وقراهم خارج دائرة الاهتمام، الشوارع بلا سفلتة، الإنارة غائبة والنظافة ضعيفة رغم محاولة البلدية تغطيتها بعدد ضئيل من العمال بلا سيارة. ولخص محمد بن منفور ملاحظاته على الخدمات البلدية في السفلتة القديمة جدا للشارع الرئيس وظهور التشققات فيه بشكل لافت، وأضاف مضت على سفلتة هذا الشارع سنوات طويلة، دون أن تكلف البلدية نفسها بتغيير الطبقة الأسفلتية فيه مع عمل ازدواجية له وتهذيبه ورصفه وإنارته، رغم أهميته. وطالب ابن منفور البلدية باعتماد سفلتة ما تبقى من شوارع المركز، وشوارع المخطط السكني الذي تردد الأهالي في البناء فيه لغياب السفلتة والخدمات عنه، كما طالب بإنشاء حلقة للخضار والفواكه، وسفلتة الساحات وسط المركز وتخصيص ساحة السوق الشعبية القديمة للاحتفالات، مع الاهتمام بالسوق الشعبية الجديدة والوفاء بالوعود التي قطعتها البلدية على نفسها قبل سنوات. من جانبه، ناشد فلاح الأكلبي الجهات المختصة بالمحافظة على الأراضي الواقعة شرقي وجنوب شرقي المركز، والاستفادة منها للمرافق العامة والتوسع العمراني المنظم، ومنع الاعتداء عليها، والشروع في توزيع المخططات السكنية على المستحقين ممن تنطبق عليهم الشروط. وفي سياق آخر، يرى عبيد بن سالم بن منفور أن المقابر لم تأخذ نصيبها بالكامل، وقال «نحتاج تخصيص موقع كبير لمقبرة جديدة عوضا عن المقبرة الواقعة وسط المركز، وإنشاء جسر على وادي بيشة لربط الجنينة مع الجهة الغربية لتسهيل التواصل الاجتماعي والاقتصادي والخدمي، خصوصا أن السيول تعزلها عن بقية أنحاء المحافظة. قضايا بلا محكمة من جهته، بين عبيد بن منفور السعدي أن قضايا تحال لمحكمة بيشة العامة لعدم وجود محكمة في الجنينة، ما ساهم في طول انتظار الأحكام واستخراج حجج الاستحكام على الأملاك، وتصديق عقود الأنكحة والبت في قضايا المجتمع المختلفة، وأضاف أن غياب المحكمة ترتبت عليه زيادة في المشاحنات والمشاجرات في أمور دنيوية، وقال «إن افتتاح محكمة سيخفف على السكان عناء مراجعة محكمة بيشة». مياه السيول مهدرة تتدفق كل عام كميات هائلة من السيول على الجنينة وتهدر في الرمال دون أن يستفاد منها، وطالب عبيد بن حنيف السعدي بإنشاء سد على وادي بيشة شمالي الجنينة لحفظ مياه السيول دون أن تهدر في الرمال، ويتطلع إلى مبادرة وزارة المياه بدراسة هذا المشروع والمسارعة في تنفيذه، لحاجة الجنينة وقراه وسكانه للمياه واستخداماتها المختلفة خصوصا في المجال الزراعي بعد الجفاف الذي ضرب مزارع كثيرة. وأضاف نحن في حاجة ماسة لمشروع مياه الشرب، وتفعيل مشروع السقيا الذي اقتصر على المراكز والقرى المجاورة، وبقي أهالي الجنينة بلا سقيا، خصوصا فئة الأرامل والفقراء والأيتام الذين هم في أمس الحاجة لهذا المشروع. طريق الرياض جاء طريق بيشةالرياض مرورا بشرقي مركز الجنينة إضافة اقتصادية واجتماعية وسياحية لمركز الجنينة، إلا أن مساره يبعد قليلا عن المركز بما يقارب ال 10 كم، ما يتطلب ربط المركز بهذا الطريق بوصلة عبر الطريق الترابي القائم حاليا، وقال ناصر السعدي «إن طريق الرياض ساهم في تنشيط جوانب متعددة في الجنينة قبل اكتمال تنفيذه، وستزيد الفائدة بعد الانتهاء من التنفيذ، ففي الجانب الاقتصادي سهل على أهالي الجنينة التواصل تجاريا مع رنية ووادي الدواسر والرياض، وساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وسياحيا سيكون له شأن كبير في تسهيل سفر المصطافين ووصولهم إلى عسير من وسط وشمال وشرق المملكة والخليج العربي. المخططات السكنية مخططان سكنيان اعتمدتهما البلدية في مركز الجنينة؛ الأول وزعت نسبة كبيرة من القطع فيه، وبقيت ما يقارب ال 150 قطعة دون أن توزع حتى الآن، بينما يقع المخطط الآخر شرقي المركز، واتهم سعود الأكلبي البلدية بإهمالها للمخططين، فالأول وزعته دون أن تنفذ خدمات السفلتة فيه فغاب عنه البناء، والآخر تقلصت مساحته بتركه عرضة للتعديات، وناشد الأكلبي البلدية الاهتمام بسفلتة ورصف المخططين لتشجيع الأهالي على البناء في القطع الممنوحة لهم، وتسليم الجهات الحكومية المستفيدة مواقع لإقامة مشاريعها، وتخصيص مواقع لأندية الشباب، الحدائق، اللجان الاجتماعية، الجمعيات، جوامع ومقابر، وتوقع أن يختفي المخطط الشرقي بسبب التعديات عليه.