لم تكن تدري أم عبد الرحمن أنها ستواجه حياة قاسية بعد زواجها وتحديدا بعد إنجابها، فقبل سنوات غادرت بيت والدها وسكنت في بيت زوجها، وبعد أشهر أنجبت بنتا؛ لكن فرحتها تحولت إلى حزن وهي تسمع من الأطباء أن طفلتها مصابة بمرض الأنيميا المنجلية، وأنجبت الطفلة الثانية، لكن الأطباء أبلغوها أن المولودة مصابة بنفس مرض أختها، وفيما كانت تبحث عن علاج لطفلتيها أنجبت الطفلة الثالثة والرابعة ولحقت بهم بابن وحيد، وجميعهم مصابون بنفس المرض «الأنيميا المنجلية». ولم تتوقف معاناة الأم المكلومة التي تعيش في ضمد التابعة لمنطقة جازان جنوبي المملكة، عند هذا الحد، فاصغر بناتها التي لم تتجاوز العام والنصف ترقد حاليا في المستشفى في غيبوبة إثر سقوطها في قدر ممتلئ بالماء. أم المصابين التي تسكن في جازان، أصبحت تصارع الحياة بحثا عن علاج لأبنائها وفي نفس الوقت توفير احتياجاتهم الضرورية.