يعتبر المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة من بين أهم محاضن الريادة في ترسيخ مفاهيم وثقافة ودور وأهداف هذا الفن بمختلف مدارسه وتنوع أساليبه وتخصصاته وأدواته. ولم يكن لهذا المركز أن يواصل ترجمة رؤيته الطموحة في سبيل ما تحقق ويتحقق لخدمة هذا الفن، ومنحه كل ما هو جدير به من اهتمام وحضور وانتشار وتأثير وتأثر. لم يكن لكل هذا وسواه أن يتحقق ويتواصل بثبات وتميز طوال ال 50 عاما التي مضت من عمر هذا الصرح الفني التشكيلي الرائد، إلا بفضل الله ثم بما ظل يقدم من جهود حثيثة وبذل سخي واهتمام جاد وهمم عالية وعمل دؤوب بحس فني وتطلع وطني، من قبل المعنية بهذا المركز الفنانة التشكيلية منى القصبي. ومما يحسب لهذا المركز بشكل عام وللمعنية بشؤونه على وجه الخصوص، أنها جعلت في بؤرة اهتماماتها تسخير كل إمكانات المركز وما بذل عليه منذ مراحل مبكرة من عمر هذا المنجز، لاستقطاب المواهب الغضة في هذا الفن. والعمل على رعايتهم تدريبا وصقلا وتأهيلا، وفوق هذا وذاك تحفيزهم باحتضان معارضهم وتقديم كل سبل الدعم والرعاية لهم ومن ثم تقديمهم لخدمة الوطن من خلال هذا الفن ولاحصر لمن أسهم هذا المركز بتقديمهم، كما لاحصر للتحديات التي استطاع هذا المنجز التغلب عليها بالإصرار والصبر وتجويد العطاء. وقد كنت من بين من تشرفوا بمواكبة جهود وإنجازات هذا المركز وإسهاماته الفنية الوطنية في هذا اللون من الفنون، من خلال صحيفتي هذه «عكاظ» وملحقها الفني الأسبوعي «صوت وصورة» حيث كانت إحدى صفحاته الثمان مختصة بالفن التشكيلي وذلك منذ عقود خلت. وكم سعدت وأنا أتابع احتفال هذا المركز بيوبيله الفضي في مبناه الجديد والمتطور مساء يوم الاثنين 21 شوال 1432ه برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء بنت عبدالله بن عبدالعزيز لهذه المناسبة والتي تخللها معرض فني ل60 تشكيلية وتشكيليا، دشنته سموها للنساء، بينما تم افتتاحه للرجال يوم السبت 26 شوال 1432ه بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان. وفي سياق هذا التتويج المستحق، أجد مباركتي لهذا المركز خاصة وللفنانين التشكيلين في هذه «العروس» جدة بشكل عام، تحمل في طياتها ثمة رجاء تنشده منهم كل مساحة خرسانية أسمنتية في مباني وأسوار وواجهات عروسهم جدة، وتسألهم، متى تكتسي بما يجسد كثافة من تحتضنهم من رواد هذا الفن وما ألبسوه إياها من إبداعاتهم، خاصة أنها وإياهم في حضرة ورعاية أمير الإبداع والفكر والجمال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. والله من وراء القصد. تأمل: هل قطفت قط، من اسم الوردة وردا؟!. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة