في سباق محموم مع الزمن وتسارع لا حدود له، تتسابق المعدات والأيدي لإنهاء مشروعي أم الخير والسامر في تحد حقيقي مع الزمن وسباق للموعد المحدد، تحولت تلك المواقع إلى خلية عمل لا تهدأ على مدار 24 ساعة، وأنجز منها ما نسبته 90 في المائة من العمل، وفق تقديرات مبدئية تؤكدها عدسة «عكاظ» والتي رصدت العمل من قبل الشركة المنفذة، والتي خصصت موقعا لها بالقرب من المشاريع بهدف فرض رقابة ميدانية خلال ساعات العمل المتواصل، إلى جانب تسخير أعداد كبيرة من العمالة والمعدات والآليات لزيادة الطاقة التشغيلية، التي تعمل على تنفيذ القنوات المائية، لنقل مياه الأمطار والسيول إلى القناة الرئيسة للتصريف في جدة، التي تصب في البحر الجنوبي للمدينة. وأكد عدد من مهندسي المشاريع، أن العمل يتم وفق آلية منظمة، تضمن الإنجاز في أسرع وقت ممكن مع الحفاظ على الجودة، وبالرغم من وجود عوائق طارئة إلا أنه تم التعامل معها وفق رؤية احترافية، تضمن عدم توقف أو تعطل أي من المشاريع القائمة. حيث جرى التعامل مع الأنابيب التسعة التي اعترضت طريق مشروع القناة المائية في السامر بحرفية، والتي تعد عائقا مفاجئا أمام الشركة المنفذة، وذات أهمية قصوى، كونها تعمل على نقل المياه المحلاة من محطة الشعيبة لتحلية المياه المالحة إلى جدة، وتغذي ستة أحياء رئيسة أبرزها الصفا، الربوة، المروة والبوادي، في حين أكد مهندسو المشروع أنه جرى الانتهاء بشكل كامل من عمليات نقل الأنابيب عن طريق مشروع القناة، دون تأثيرات تذكر. من جهته، أكد المهندس أحمد بن عبدالعزيز السليم مدير عام المشروع أن كل دقيقة تمر ينجز خلالها جزء من المشروع، وأن العمل جار على قدم وساق على مدار 24 ساعة. وقال «ينقسم المشروع إلى جزءين، هما : قناة مفتوحة لتصريف مياه الأمطار والسيول في حي السامر ومشروع حوض تجميع وقناة مفتوحة لتصريف مياه الأمطار والسيول في مخطط أم الخير»، والعمل دائر حاليا على إنشاء قناة مفتوحة تبدأ من سد السامر حتى العبارة الصندوقيةعند طريق الحرمين، بطول 3200 متر وعرض 40 مترا وبعمق أربعة أمتار، إضافة إلى إنشاء جدار عازل خرساني عند سد السامر القائم، بعمق 20 مترا تقريبا لمنع التسريبات المائية حسب طبيعة الأرض، والسيطرة على توجيه المياه لحماية السد والأحياء المجاورة، فيما يستوعب مشروع مجرى السيل وحوض التجميع في مخطط أم الخير أكثر من 2.3 مليون متر مكعب من المياه، ويتصل الحوض بقناة مفتوحة بطول 780 مترا وعرض 30 مترا وعمق 3.5 متر، تلتقي هي الأخرى بالعبارة في غرب مخطط أم الخير. وأبان السليم، أن حجم الإنجاز يسير بصورة أكبر مما كان متوقعا، وبطريقة تبشر بالخير، إثر إنجاز العمل في بعض المواقع بنسبة تصل إلى 90 في المائة، وهذه نسبة ممتازة وغير مسبوقة في أي مشروع على الإطلاق، ومن المتوقع أن يفتتح المشررع في موعده المحدد. إلى ذلك، أوضح أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبو راس أن نزع الملكيات لصالح مشروع تصريف السيول والأمطار قوبل بتجاوب ملموس من المواطنين القاطنين في مخطط أم الخير وحي السامر، حيث بلغ عدد العقارات المنزوعة 156 عقارا في حيي السامر وأم الخير ضمن مسار مشروع تصريف السيول، شملت أراضي ومباني سكنية وأخرى تجارية. مبينا أن مشروع تصريف السيول في حي السامر ومخطط أم الخير، الذي تشرف عليه إمارة منطقة مكةالمكرمة، يعد امتدادا لمجموعة من المشاريع التي ستشهدها المحافظة لتحسين مستوى الخدمات والبنى التحتية. وأشار الدكتور أبو راس، أن مشروع أم الخير عبارة عن قناة لتصريف مياه الأمطار تستوعب ما يقارب مليونا وستمائة ألف متر مكعب من المياه، على مساحة مليون و200 ألف متر مربع، فيما ينفذ المشروع الثاني في حي السامر، وهو عبارة عن قناة مفتوحة من السد إلى مجرى السيل شمال شرق الحرمين، بطول 3300 متر وعرض 26 مترا وبعمق ثلاثة أمتار، وسيشمل المشروع استكمال القناة الشمالية وربطها بالشرقية، واستمرارها إلى سد السامر، استكمال القناة من سد السامر إلى القناة الوسطى، تدعيم سد السامر لمنع التسربات الأرضية والجانبية، إزالة العقارات المعترضة لمجرى السيل في حي السامر، وربطه بالقناة الوسطى، توسعة قناة السيل في أم الخير، وربطها هي الأخرى بالوسطى، تنفيذ الطريق الشرقي والقناة المائية الموازية له وإزالة العقوم التي تعترض مجاري الأودية. في حين أكد عدد من سكان أحياء السامر، الربيع والأجواد أن العمل متواصل على مدار الساعة، وهذا دليل على الجهود المبذولة في تسريع وتيرة العمل لإنجازه في أقرب وقت ممكن. يقول المواطن محمد العتيبي «أقطن بالقرب من مشروع حي السامر، ولاحظت تواصل العمل ليل نهار دون توقف، وشهدت زيارات ميدانية لمسؤولين في الموقع، وعلى رأسهم أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفصيل، وزير الشؤون البلدية الأمير منصور بن متعب ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ولم يسبق أن حظي مشروع آخر بمثل هذا الاهتمام والإنجاز الذي يعكس مدى اهتمام القيادة به. فيما أشار سعود السلمي من سكان الحي إلى أن نسبة الإنجاز التي رصدوها كسكان السامر لا يصدقها العقل، فقد تجاوز التنفيذ ما نسبته 90 في المائة من المشروع، ولا يزال يتواصل بكل ديناميكية وسهولة، ما أكد الاهتمام الواضح بهذا المشروع من قبل ولاة الأمر. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، رئيس اللجنة الفرعية لمشروع معالجة الأمطار وتصريف السيول وتطوير البنية التحتية لمحافظة جدة، أعلن في تاريخ 27 جمادى الأولى 1432ه، عن الشركة الفائزة في المناقصة العامة، لتقديم جميع الخدمات لإدارة المشروع، والقيام بالأعمال الهندسية المبدئية التحضيرية، إلى جانب الإشراف على تنفيذ الحلول العاجلة والدائمة، بقيمة وصلت 642714690 ريالا، على أن يجري تنفيذ المشروع في مدة تصل إلى ثلاث سنوات، يتم خلالها البدء بتنفيذ الحلول العاجلة فورا، والانتهاء منها في مدة لا تتجاوز ستة أشهر، وطرح المشاريع لتنفيذ الحلول الدائمة على الشركات المنفذة بعد خمسة أشهر.