يتهم الناس يوم الخميس بأنه سبب مهم في انخفاض عدد الناخبين للمجالس البلدية عما هو متوقع أو مستهدف. يقولون إنه يوم عطلة فلماذا تم اختياره دون بقية الأيام لممارسة استحقاق وطني مهم يمثل نقلة في إدارة شؤون الوطن، كما يقولون إن الدنيا لن تتوقف لو تم اختيار يوم آخر من أيام العمل وفق ترتيب معين بحيث نضمن عددا أكثر من المشاركين. على أي حال دعونا من وكالة يقولون رغم أهمية الأخذ بأقوالها في بعض الأحيان، ولنهنئ الوطن بتجربة الانتخابات الثانية للمجالس البلدية كممارسة شعبية رأينا فيها زيادة الوعي بمفهوم وآلية ومعنى الانتخابات، بينما رأينا شريحة ما زالت تعيش في عالم آخر لا يمت لعالمنا الحاضر بأي علاقة.. لقد تأخرت هذه الانتخابات حوالى سنتين عن موعدها المقرر، وكان السبب الذي سمعناه أن وزارة الشؤون البلدية والقروية كانت حريصة على إخراج نسخة متطورة شكلا ومضمونا، لكن الأمر انتهى إلى ما كانت عليه النسخة الأولى دون زيادة أو نقصان. وقد ترددت بعض الأخبار المتناثرة مؤخرا أن هناك سعيا لتطوير التجربة الثانية، لكن هذا كلام لا معنى له إذ كان يجب أن يتم التطوير قبل فترة كافية قبل الانتخابات وإصدار لائحة جديدة تتضمن المواد التي تم تطويرها وبإمكانها أن تجعل المجالس البلدية أكثر فاعلية وتأثيرا.. ولهذا يبدو مؤكدا أن المجالس الجديدة ستكون نسخة طبق الأصل من المجالس السابقة، لا تزيد عن كونها ملحقات بإدارات البلديات والأمانات، تحاول أن تقدم أشياء ليس باستطاعتها تقديمها، لأن نظامها لا يساعدها، وبالتالي لن يكون التعويل عليها كثيرا لا سيما والمجتمع قد تبين ما آلت إليه التجربة السابقة. القضية ليست في الانتخابات لمجرد القول إن لدينا انتخابات، مثلنا مثل الآخرين، وإنما في مردود هذه الانتخابات ونتائجها، إذ لا معنى أن نقول إنه يوجد ممثلون للمجتمع في إدارة الخدمات البلدية بينما هم مكتوفو الأيدي لا يقدمون شيئا، وإذا كنا سنسير على هذه الوتيرة وبهذا النهج في أي ممارسة انتخابية مقبلة فإننا في واقع الأمر لم نفعل شيئا جديدا. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة