مؤشرات الإقبال على المشاركة في الانتخابات البلدية لازالت ضعيفة رغم تصاعد الحملة الإعلامية لحث المواطنين على المشاركة. الحملة ترتكز على الإغراء بأن الإدلاء بالصوت يعني المشاركة في القرار، وهذا ليس صحيحا تماما ولا دقيقا في نقل المعلومة، إلا إذا كنا نميل إلى مدرسة المبالغة في أساليب الدعاية التي قد تناسب المنتجات الاستهلاكية، لكنها لا تناسب الترويج للمشاركة في الشأن الوطني من خلال أحد أهم مجالاته، أي مجالس العمل البلدي.. لقد قلنا في مقال سابق إن نظام المجالس البلدية ولائحته التنفيذية لا تتفق مع مبدأ ومفهوم وأهداف الآلية الانتخابية لأنها لا تتيح للشخص المنتخب الوفاء ببرنامجه ووعوده التي تم انتخابه بناء عليها، فحين لا يكون لعضو المجلس أي صلاحية تنفيذية في اتخاذ القرار فإنه ينقض العقد بينه وبين الناخبين، وهذا خطأ يشترك فيه صاحب القرار والناخب والشخص الذي يخوض الانتخابات.. صاحب القرار يجب ألا يطبق آلية الانتخاب في مجلس لا يستطيع أعضائه تنفيذ برامجهم الانتخابية، والراغبون في الترشح لعضوية المجالس لا يصح أن يتورطوا في وعود انتخابية لا يملكون القدرة على الوفاء بها، كما أن الناخب لا يصح أن يحدد قراره الانتخابي بإعطاء صوته لمرشح لن يحقق طموحه.. هنا تتضح المسألة في أنها مسألة ثقافة ووعي وشفافية، وبالتالي هناك سؤال مهم يطرح نفسه: هل الانتخابات غاية أم وسيلة؟؟. والإجابة على هذا السؤال هي التي تحدد مسيرة الانتخابات البلدية وأي انتخابات أخرى قد تحدث مستقبلا.. ضعف الإقبال على المشاركة في الانتخابات القادمة قد نفسره في أحسن الأحوال بأن المواطن قد تأكد من الفجوة بين الوعود التي سمعها وما تحقق منها بعد انتهاء الدورة الأولى، وبالتالي استوعب أن الانتخابات في حد ذاتها لا تعني شيئا مهما طالما لا يتحقق منها ما كان يصبو إليه. وبصيغة أخرى يمكن القول إن وعيه ارتفع إلى حد الإدراك بأن الحملات الانتخابية وبرامجها مجرد وهم لن يتحقق وبالتالي لا طائل من المشاركة فيها.. ما العمل إذن؟؟ لا شيء أكثر من التعامل مع الوضع بأمانة وصدق. علينا أولا أن ننشر ثقافة الانتخابات بكل تفاصيلها ليعرفها الناس بمختلف شرائحهم، ويعرفوا أنها مجرد آلية ووسيلة وليست هدفا أو غاية في حد ذاتها، وبعد ذلك علينا أن نوقف التناقض بين الغاية والوسيلة لأنه من الصعب أن نوهم المواطن أنه سيكون شريكا في القرار لمجرد أنه شارك في الانتخابات بينما نظام المجالس البلدية لا يتيح للناخب ولا للمنتخب أن يكون شريكا في القرار.. فكروا في الموضوع قبل أن تضطروا في نهاية الأمر إلى استجداء الناس باستخدام حملة دعائية شعارها : لله يا ناخبين.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة